الصوره من الصديق شريف رشدى
يحدث كثيرا ان تأخذ اغنيه النجاح من اخرى لنفس المطرب
رغم ان الاغنيه الاخرى اقوى فنيا واعمق وهذا قد يرجع لاسباب تسويقيه بحته او حتى
اسباب تخص الجمهور فالجمهور قد يتفاعل مع اغنيه دون الاخرى والامثله كثيره منها
اغنيه اليوم
اغنيه اليوم هى ( حلم التمنى ) والتى غناها المطرب ايمان
البحر درويش فى البوم طير فى السما والاغنيه الاخرى التى اخذت شهرتها هى اغنيه ( ضمينى
) فى البوم نفسى لا اعرف تحديدا سببا مباشرا ولكنه معروف وشائع جدا ان تتشابه
اغنيات فى نفس المضمون وتأخذ واحده شهره اعلى من شبيهتها وان كنت اعزى ذلك لمباشره
كلمات احمد يحيى فى اغنيه ضمينى عن اغنيه اليوم ( حلم التمنى )
اغنيه اليوم فى رأيى هى افضل اغنيه رومانسيه غناها ايمان
البحر درويش اعرف ان ايمان البحر درويش يتباهى اكثر بأغنياته الوطنيه لكن اغنيه
اليوم اراها اغنيه من احلى اغنيات ايمان البحر درويش الرومانسيه
الكلمات :-
قلت فى عده مقالات سابقه ان لكل مستمع شخصيه مستقله
يتعاطى بها مع الاغنيات يفهمها حسب ثقافته او حتى على حسب حالته النفسيه وقت
الاستماع الى الاغنيه
فى تلك الفتره وقبلها بقليل كان هناك تيار شعرى كبير
استخدم الثنائيه الرائعه ( الوطن والحبيبه ) فى غالبيه اشعاره ايمان البحر درويش
قال فى احد حوارته ان تلك الاغنيه كان يناجى بها الوطن وأنها ليست اغنيه رومانسيه
مباشره هى اغنيه فى عشق الوطن فى صوره الحبيبه
لن اتجادل فى تفسيره او محاوله مط كلمات الاغنيه لكى
تناسب الوطن ( كما قد يفعل البعض ) ويحاول ان يحمل الاغنيه ما لا يحتمل ولكن بعضنا
يرى الوطن حبيبته والبعض يرى الحبيبه هى الوطن اغنيه اليوم انا تلقيتها مباشره جدا
برومانسيه قحه متفرده وحاولت ان اجد معنى متخفى داخل كلمات الاغنيه لكى ارى فيها
الوطن فلم اجد سوى عاشق متيم بمحبوبته برومانسيه نادره جدا
الاغنيه فى رأيى واحده من اعظم اغنيات ايمان البحر درويش
رومانسيه وواحده من اعظم رومانسيات هذا الجيل بأكمله
كتب كلماتها الشاعر الجميل جدا ( هانى شحاته ) واحد من اهم شعراء تجربه ايمان البحر درويش ( هانى شحاته ) دأبه كدأب جيله فى التفرد بألفاظ
وصور واخيله ومعانى جديده تماما لم يكتبوا الاغنيه استسهالا ولم يكن الشعر بالنسبه
لهم مجرد كلمات تكتب لكى تسقط فى بحور من النسيان أو مجرد كلمات مقفاه مرصوصه رصا بل كتبوا كلمات صامده كالشمس نراها حاضره فى
اذهاننا بقوه لم ولن ننساها فهى كلمات كتبت لكى تبقى كثيرا وكثيرا فى ذاكرتنا
الاغنيه كلماتها من اروع مايكون عشق رومانسى لا متناهى
لم يندرج الى منحدر الهبوط او الاسفاف بل اغنيه سرحت بنا فى خيالات ساحره من العشق
الجميل البرئ جدا ورومانسيه نفتقدها وسط العك الفنى والاسفاف الفنى الذى نراه
يوميا يحط علينا كغراب اسود قمئ لكى يأخذ من برائتنا ومن رومانسيتنا التى شارفت
على الانتهاء
راقبوا الكلمات جيدا واستمتعوا بجرعه رومانسيه مذهله لم
تتكرر كثيرا ولم تصل الى مرحله ابتذال فى عشق شفايف ورموش وخدود واشياء يعف اللسان
عن ذكرها
افردى ضيك فى عينى
دوبى عتمه سنينى
امسحى عنى الالام
خضرى قلب الجناين
نورى قلب المداين
رفرفى بجناح حمام
عاوزك اشوفك لما بغرق
وسط بحر الكون جزيرتى
مهما اغرب او اشرق
مالتقيش غير حضنك انتى
تفتحى قلبك تضمى
تمسحى بالود همى
يجرى بالدمع الكلام
كلمينى يا غاليه عنى
عن دروب مشوارها طال
حققى حلم التمنى
قربينى م المحال
حلم ايامى يمامه
تتولد بعد القيامه
ترمى ع البر السلام
اللحن :-
عمنا الساحر الصوفى الجميل ( فاروق الشرنوبى ) الذى لا اجد كلمات توفيه حقه
فهو ملحن من العيار الثقيل وفنان بدرجه عبقرى لم ينل من التكريم مايستحقه فهو صانع
روائع ونجاحات مع ايمان البحر درويش ومع مدحت صالح ومحمد الحلو وعلى الحجار لم
امسك عليه يوما لحنا تافها بل ملحن يعرف كيف ينتقى مايلحنه جيدا و اتذكر فى احد
حوارته الصحفيه قال لم أصنع أغنية تموت. لأننى لم أصنعها للحظتها.
وهذا احد سر عبقريته وتفرده فهو ملحن انحيازه التام للفن
الجاد والهادف الذى يبقى ويحتل ذاكره المستمع
فاروق الشرنوبى تعامل مع الكلمات بشكل رومانسى متفرد جدا
واعطى الكلمات الرومانسيه حالتها الكامله فهو ملحن يدرك تماما العلاقه الحميميه
بين الكلمات وبين اللحن
فاروق الشرنوبى اخرج لنا احلى مافى صوت ايمان البحر
درويش من رقه وعذوبه فالدخول بلحن تحس فيه بمناجاه رقيقه جدا من المحبوب تحس
باللهفه والتمنى
فاروق الشرنوبى لم يعتمدعلى تيمه لحنيه واحده بل تصاعد
معها على حسب الكلمات
فنجده يتعامل برقه فى شطرات معينه ويتصاعد باللحن فى
اجزاء معنيه ويغير من التيمه الموسيقيه
فعندما تتحول الكلمات الى صيغه الامر طبعا مع اختلاف
اللهجه فهو طلب وتمنى وليس امر بالمعنى المتعارف عليه نجده يعلى باللحن
فى اجزاء
عاوز اشوفك لما بغرق
حتى نهايه الشطر ثم العوده لتيمه الدخول
وايضا فى الجزء
كلمينى ياغاليه عنى
حتى نهايه هذا الشطر
حقيقه فاروق الشرنوبى يعطى الكلمات حقها تماما ويعرف كيف
يبرز مكنونها ومضمونها سواء كان رومانسى او حتى كلمات سياسيه ساخره من اوضاعنا
وقلت من قبل ان فاروق يعطيك اللحن بكامل حلياته لن تستطيع ان تضيف عليه شىء فهو
لحن كامل دون اى يعطيك اى فرصه لكى ان تأتى بشىء بعده
التوزيع :-
فى احدى المرات سألت عن افضل موزع موسيقى مصرى معاصر فلم تنتابى اى حيره وقلتها مباشره ( عماد
الشارونى )
بالطبع معروف عنى انحيازى التام لاخرون ولكن عندما تتحدث
بموضوعيه وبكل صراحه لن تجد سوى عماد الشارونى الذى اعاد للتوزيع الموسيقى رونقه
التام ووقاره الفنى وصنع من التأليف
والتوزيع الموسيقى مدرسه يصعب على اى شخص اخر ان يصنع مثلها فهو موسيقى متفرد جدا
لم ينحاز الا للفن الجيد ولم نراه فى يوم من الايام يصنع لنا موسيقى مزعجه منفره
او ينجر لاحتياجات السوق الفنيه بل هو ارتقى بالذوق العام الفنى فى موسيقاه وصنع
لنفسه زاويه منفصله وتراك خاص به وباغنياته وخسرت الاغنيه العربيه برحيله المفاجىء
الى استراليا واحد من اهم موزعينا ومؤلفينا الموسيقيين
الدخول الرومانسى من اله الهارب الرقيقه تعطيك حاله من
الاسترخاء وكأنه خرير ماء صافى نقى يسرى امامك فأدخلك فى الحاله مباشره
احلى مافى عماد الشارونى هو انحيازه المفرط للوتريات لكن
بالشكل الذى يجعلك تعشقها وتعشق كل خطوط الوتريات التى يكتبها وتريات ساحره لا
تلعب تيم هلاميه او بصوت مزعج فهو يكتب خط وتريات من العيار الثقيل ويعرف متى تهدأ
الوتريات ومتى تكون هى الخط الرئيسى للهارمونى
اللزمه الموسيقيه اعطاها لبيانو رقيق جدا يلعب تيمه
مستنسخه من لحن الاغنيه مسانده من خط
وتريات بكل زخمها الرائع حتى تسلم التشيلوهات الغناء لايمان البحر درويش
رتم بسيط سلس دون اى ازعاج مع كوردات بيانو رشيقه فى
الخلفيه وخط جيتار باص قوى يعرف متى يظهر ومتى يكون ظلا فى الخلفيه وكان له دورا
فى اخر الاغنيه عندما اعاد الجمله الرئيسيه بتيمه
Slap من الجيتار الباص
حتى انهى الحاله بكل هدوء وبكل خفه
كلمات / هانى شحاته
الحان / فاروق الشرنوبى
توزيع / عماد الشارونى
غناء / ايمان البحر درويش
البوم طير فى السما انتاج شركه امواج 1987
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق