فى هذه الايام تمر الذكرى الخامسة عشر على رحيل عصام عبد الله في البداية حاولت أن افعل كما يفعل البعض في منح الألقاب للراحلين أو المبدعين بوجه عام لكنى وجدت نفسي عاجزا تمام عن إطلاق اى لقب على عصام عبد الله ففي كل مره اكتشف فيها نصا لعصام أو اسمع أغنيه كتبها يزداد الإبهار وتزداد معه الحيرة في وصف هذا العبقري الراحل الذي نحاول أن نكتشف سر عظمته وسر تميزه وتفرده وبما أن الوسط الغنائي يمتلك ذاكره سمكية تجاه المبدعين الحقيقيين ويمتلك ويا للأسف ذاكره فولاذية تجاه أشباه الشعراء وأشباه المبدعين إلا اننى وبكل بساطه أجد أن عصام عبد الله لا يستحق سوى أن نطلق عليه لقب سوى ( عصام عبد الله )
عصام صاحب تجربه شعريه جديده تماما وغير مسبوقه لم يسبقه احد من الشعراء فى تكنيك الكتابه وتطوير طريقه السرد ولم يقدر احد على ان يقلده او يأتى بما انجزه عصام من تجربه شعريه شديده الخصوصيه والتفرد فى نفس الوقت .
قلت من قبل فى احدى مقالاتى السابقه عن عصام وتجربه انها تجربه ذاتيه بحته لم تكن مستنسخه من تجارب اخرى او تسير على نفس النهج والدرب وقلت انها تجربه Bulit In فهو الوحيد القادر على الكتابه والصياغه بهذا الشكل وهذا التفرد وهذا التطور الذى احدثه فى الغناء المصرى بشكل يجعله فى كفه وكافه الشعراء من نفس جيله فى كفه اخرى .
صحيح ان عصام هو ابن بار لتجربه الحداثه فى الغناء المصرى ولكن عصام كان الفه فى تفرده وشعره وكان هو بطل شعره الاوحد فلم يكن امتدادا لاحد وصعب ان نستنسخ عصام اخر لاننا ببساطه لم نمتلك سوى عصام عبد الله فهو الذى احدث الانقلابه فى الصياغه الشعريه وتفسير الحالات النفسيه فى شعره بشكل يجعلنا امام سيناريو محكم متقن وامام ربط هام بين بيئه الحدث وبين القصه الاصليه التى يسردها .
فى تاريخ عصام الفنى الكثير والكثير الذى يجعلنا ان نتوقف امامه كثيرا ايضا بل فى كل مره تنبهر وتكتشف اشياء لم تكن تلحظها فى المره السابقه وان كان عشاق عصام يتفقوا على ان اعظم ماكتب عصام ( فى قلب الليل – وحدانيه – الطول واللون والحريه – كان احساسى صحيح – لو بطلنا نحلم نموت ) وقد وفقنى الله واستطعت الكتابه عن اثنان من تلك الاغنيات السابقه وهما ( الطول واللون والحريه – لو بطلنا نحلم نموت ) الا اننى ارى انى فى مهمه اصعب بكثير تشبه من يريد ان يتسلق جبلين فى اشد الاوقات حراره للوصول الى قمه هاتان الاغنيتان الا اننى ارى ان عصام يستحق ان نبذل الوقت والجهد لكى نحاول ان نرد له الجميل ومحاوله نفض الغبار عن اشعار اعتقد انها لو اخذت فرصتها الكامله فى الانتشار لبثت حاله من التغيير التام فى الوقت الذى بدأ الوطن بالفعل فى هدم كافه الموروثات التى خلفها نظام سابق من قمع وتضييق على المبدعين المعارضين ومحاوله ان نعطيه حقه قدر المستطاع وان نشرح للاجيال التى لم تسمع عن عصام وان نصل بصوتنا الى اغنيه بديله تحل محل الوسط الغنائى المهترئ الذى يغنى بطريقه ( سمك – لبن – تمر هندى )
انتظروا ان شاء الله تحليلات كامله عن اغنيات من اشعار الراحل عصام عبد الله نحاول بها تسليط الضوء على تجربه متفرده ومغايره لشاعر رحل عنا وترك لنا اغنيات غير عاديه نحاول ان نعيد اكتشافها مره اخرى ونحاول ان نرد الجميل لشاعر ظلم وتجاهل عن قصد او عن غير قصد المهم اننا نحاول ان نعطيه القدر الذى يستحقه لانه وبدون مجامله يستحق الكثير والكثير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق