محمد محى مطرب له مكانه خاصه جداا فى قلبى وهو يكاد يكون اكثر مطرب استمعت الى اغانيه بعد مطربى المفضل والاثير ( محمد منير )ومطربى الاول مكرر ( على الحجار ) .
صوت محى صاحبنى فى مراهقتى كثيرا وبشكل شبه يومى ويمكن ان تقولوا انه كان نجم تلك المرحله بلا منازع رغم انى لم اتحمس الى صوته فى البدايه لكنى بدأت اتفاعل معه شىء فشىء بدء من البومه ( اعاتبك ) حتى صرت من عشاقه بعد البوم ( روح قلبى ) .
محى بالنسبه لى تجربه مختلفه تماما عن بقيه جيله فهو مختلف ومتفرد ومجدد للافكار فى كافه اشكال صناعه الاغنيه من شعر وموسيقى .
اغنيه اليوم التى سوف اتحدث عنها تحمل فى طياتها اول اطلاله حقيقيه احترافيه لموزع فذ صعد رويدا رويدا حتى صار من افضل موزعى مصر حاليا وهو الموزع الموسيقى ( فهد ) ومحى كان اول من تبنى موهبه هذا الموسيقى الرائع مع الجميل جداا ( حسام حسنى ) ويمكن ان نقول على فهد حاليا انه الفه جيله وواحد من ارقى الموزعين الموسيقين وان كان (فهد ) ابن بار للتكنولوجيا الحديثه فى التوزيع الموسيقى فلم ينسى انه تربى على يد جيل كان يعرف كيف يصنع موسيقى بابداع بشرى خالص دون تدخل ا ليكترونى يشوه العمل المقدم .
بالطبع الكل عرف الاغنيه وهى اغنيه ( حلوه الحياه ) التى تحمل فى طياتها الكثير والكثير للتحدث عنه فهى اتت فى كنهايه موفقه لوجه اول فى واحد من اقوى البومات محى على الاطلاق ( روح قلبى ) وواحد من اقوى البومات التسعينات .
حقيقه دائما مايصدمك عنتر هلال باستخدامه الفاظ قد يطلق البعض عليها انها الفاظ سوقيه ومبتذله لكن عنتر هلال فى تلك الاغنيه اتحفنا بكلمات رقيقه رومانسيه حالمه لو شاهدت عنتر هلال وهو يتحدث لاستغربت ان تلك الشخصيه هى المبدعه لتلك الكلمات وان كنت انا ارى فى عنتر هلال شاعر متفرد وشاعر يعرف كيف يأتى بجديد فى اى ابداع شعرى ينتجه حتى لو كان هذا الجديد غريب على الاذان او الفاظ قد لايفهمها البعض لكن فى تلك الاغنيه التزم شروط الاغنيه الرومانسيه الحالمه بكل حذافيرها من صور جماليه غايه فى الرقه والعبقريه ولو نظرنا لكلمات الاغنيه لارسلتنا الى سماوات رحبه من الخيال الرومانسى الحالم وتغوص فى اعماق الحاله بكل تفاصيلها الدقيقه
( قد ايه حلوه الحياه – قلبى اهو على هواه – زى طير حر فى سماه – حلمه فى عنيكى التقاه )
(راح يازمان زمن الجراح – شفت قلب الكون براح – والعيون بحرين سماح )
( راح والحنان دفى المكان – والزمان داوى اللى كان –واللى ر اح راح ونسيناه )
( ياهوى حلو الليالى – كنت فين ياعمر غالى – بحر شوقنا موجه عالى )
( ياه والبعاد فوق احتمالى – وانتى ابعد من خيالى – واما جيتى حزنى تاه )
مختصر مفيد سهل ممتنع شتان الفرق بين ( كاتش كادر فى الالولو ) مع اختلاف طبيعه الموقف ومكان الاغنيه لكن عنتر هلال وقتها كان لازال يواصل جدله العميق بين افكار فى غايه العمق والرقه فى اغانى كثيره وبين اغانى تتصف بالهزليه فى صياغتها ويمكن عنتر هلال يعتبر الركن الاساسى مع توزيعات حسام حسنى فى تجربه محى الفنيه وصانع اروع اغانى محى وكانت تلك الفتره هى اوج تألق محى وعنتر هلال فى ابداعات لازالت باقيه فى ذكرانا ووجدانا ويمكن مواكبه تلك الفتره لفتره مهمه فى حياه اغلبنا مما عكس على اسلوب حياتنا واسلوب تلاقينا للفن فى العموم .
محى فى تلك الاغنيه وضع فكره لحن من جزئين جاء مترابطا مابين لحن المقدمه وبين الكوبليهات وناسب رقه وعذوبه كلمات عنتر هلال الرقيقه واداها محى بصوته الشجى بكل سلاسه ورقه وعذوبه رغم صوت محى الحزين فهو مطرب يعرف كيف يستغل امكانيات صوته فى لحن مناسب تماما لطبقه صوته المميزه جدا ويمكن هذا هو سر تفرد محى عن بقيه اقرانه من انه مطرب له كيان فنى خاص ولا يشبه احد فى اغانيه وطريقه ادائه لاغانيه .
نأتى الى عنصر اضفى الروعه على تلك الاغنيه وهو التوزيع الموسيقى , فى تلك الفتره كان المقسوم هو نجم الارتام الموسيقيه فى ساحه الغناء والرتم الذى استخدم بشكل خرافى ويمكن كان من الصعب ان تجد اغنيه تخرج عن خارج اطار هذا الرتم ولكن فى تلك الاغنيه غير فهد من اسلوب الارتام واتحفنا برتم غربى صرف مع البدايه الحالمه جداا من بيانو وخلفه ساكس يسانده منجات ( محمد عرام ) الجميله حتى اتاحه الفرصه للساكس لكى يتحفنا بصولو يرد عليه خط كمنجات متصاعد حتى يعيد محى الكوبليه الاول مع وجود اصوات البراصات فى الخلف تسلم الغناء لو استمعت الى خط الكمنجات العبقريه من ( محمد عرام ) فقط لانتابتك حاله نشوه غريبه وعشت الحاله بحذافيرها من فرط عبقريتها مع كل هذا الزخم الموسيقى الرائع من الثنائى ( فهد وعرام )
تصاعد الحاله هارمونيا مع اداء محى للكوبليهات اضفى قوه وثقلا لموسيقى الاغنيه مع تصاعد الكمنجات مع الرتم واصوات البراصات حتى تنهى البراصات الكوبليهات موسيقيا لكى يعيد محى المذهب من بدايته مره اخرى .
اكثر ماعجبنى فى ختام الاغنيه هو ترك الساكس لكى يتحفنا بأرتجال عبقرى مستنسخ من لزمه موسيقى الاغنيه ويسانده فى الخلفيه براصات وكمنجات ( محمد عرام ) حتى تهدأ الحاله بكوردات اليكتريك مع حرفين او ثلاثه من البيانو لكى ينهى كل هذا الزخم والارتحال الموسيقى الرهيب بهدوء رقيق .
حقيقه تلك الاغنيه من احلى مايمكن ان تسمعه فى حياتك من كل الاوجه ككلمات متفرده ولحن بسيط سلس وتوزيع يذهلك ان يكون موزع تلك الاغنيه هى اول ابداعاته الاحترافيه الخالصه
فريق عمل الاغنيه
كلمات / عنتر هلال
الحان وغناء / محمد محى
توزيع موسيقى / فهد
توزيع وتريات / محمد عرام
البوم ( روح قلبى ) انتاج ( هاى كواليتى ) 1995
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق