الشاعر الراحل / مرسى السيد
أصعب موقف مر عليا – شفته فى حلم واثر فيا
وكان للعلم مجرد حلم – لكنه مازال مفتاح لقضية
بهذه الكلمات العبقرية التي ألقاها بصوته الشاعر الكبير الراحل ( مرسى السيد ) بدأت أغنيه اليوم التي انتوى الحديث عنها الاغنيه هي ( شارع الهوى ) وهى المعنون بها البوم محمد محي الناجح فنيا من وجهه نظري والأقل جماهيرية في البومات محي .
الاغنيه من الاغانى التي تشد أذان المستمع وتحدث له نوع من الصدمة الفنية عند الاستماع أليها حيث تحدثت في موضوع شائك جدا وكلنا نعانى منه وهو الازدواجية فى التصرفات وفى السمات الشخصية فمن البداهه ان لا يستجيب لى شخص بأن يكف على الآتيان بفعل معين وأنا أتى هذا الفعل وهذا كانت ملخص قصه الاغنيه التي غلفها بحرفيه أكثر من رائعة الراحل مرسى السيد الذي بدأ الاغنيه بتلك الأبيات السالف ذكرها على أساس أنها حلم لكنها مازالت مفتاح لقضية تمس عقول المستمعين وتمس تصرفاتهم وتعاملاتهم الحياتية بشكل أوضح .
يحسب لمحي انه غنى تلك الاغنيه بل جعلها عنوان لألبومه من حيث الفكرة والمضمون ولم يجد اى غضاضة في أن يغنى تلك الكلمات التي قد يرفض البعض غنائها لمجرد انه تحدث عن أخته فيها وعن وقوعها فى قصه حب ولكن كما عودنا محي على كسر النمطية في الطرح والإتيان بأفكار جديدة على سوق الغناء المصري بل وكسر أيضا التابوهات التي أخذت من ثقافتنا ولم تضيف لنا سوى الهروب من مواجهه الحقيقة بل والخجل من الحديث في بعض الموضوعات والتعامل معها بشكل عنيف بل تصل إلى رفض الحديث عن تلك الموضوعات ..
شاعر اليوم هو من أقوى شعراء جيل الثمانينات وكان له باع طويل في انتشار الاغنيه البديلة التي حلت محل الاغنيه الكلاسيكية فهو كان شريك اساسى وأصيل في إبداعات فرقه المصريين لدرجه انه سمي بأسم شاعر المصريين لكثره الاغانى التي كتبها لفرقه المصريين ونجح في كسر النمط الكلاسيكي البحت في الموضوعات والتحليق خارجها بل والاعتماد على موسيقى جديدة في كلمات الاغنيه والإتيان بألفاظ قلما ما نجد من يطرق أبواب تلك الكلمات .
كتب مرسى السيد الموضوع ببساطه جدا ولخص القضيه فى تلك القصه القصيره جدا والتى قد تصطدم بها دون اى اعتبارات مكانيه او زمنيه الاغنيه كسرت حاجز الخوف فى التحدث عن قضايا كنا نتعامل معها بمنطق الكتمان والكبت رغم ان بطل الاغنيه لم يتعامل بمبدأ سى السيد النموذج الاسوء للرجل الشرقى على مر التاريخ فى وجهه نظرى الذى يحلل لنفسه كل شئ بل وترك لنا مرسى السيد النهايه مفتوحه بأن البطل رغم صدمته بصفته لازال رجل شرقى كان على وشك ان يثور لكنه فضل ان يختار الحل الامثل
وكانت صدمه ليا – ومفاجاه غير عاديه
زعلت وبان عليا – وكنت هاثور انا
لكنى غصب عنى – داريت مشاعرى لأنى
فى نفس اللحظه كانت – حبيبتى جنب منى
فرحانه سعيده بيا – ايديها برضه فى ايديا
ولقتنى بعيش معاها – نفس الحاله ديا
وخفت لا تخاصمنى – لو يحصل حاجه منى
وتقول اشمعنى انا معاك فى شارع الهوى
نهايه منطقيه جدا للاغنيه رغم ان مرسى السيد لم يتحدث بأسلوب متخفى ولكنه افصح بكلماته عن مكنون الاغنيه بشكل مباشر جدا واعتقد ان تلك النوعيه من القضايا تحتاج الى التحدث بشكل صريح جدا وليس بطريقه الدواء المر ولكنه قرر ان يتحدث بكلمات مباشره جدا وبسرد اكثر من رائع غلف فكره الموضوع بشكل عبقرى .
الاغنيه لحنها الملحن والمؤلف الموسيقى ( محمود طلعت ) وحقيقة أكثر من تبنى محمود طلعت كملحن هو ( محي ) حيث هرب بعدها محمود طلعت ووجد نفسه في الموسيقى التصويرية للمسلسلات والأفلام ولا اعرف هل هو يربح منها شهره ومال أكثر أم أنها ملعبه الحقيقي الذي يلعب فيه بشكل جيد أكثر من تلحين أغنيات في البوم غنائي رغم انه لم يتعب فنيا فى تلحين كلمات الاغنيه التى اعتمدت على تفعيلات قصيره جدا فى كلماتها
وزع الاغنيه الموزع الموسيقى ( فهد ) احد رفقاء درب محى بعد انفصاله عن حسام حسنى كمكتشف وكموزع محى الرسمى فى اوائل البوماته
فهد رغم انه كان لازال فى بداياته كموزع موسيقى لم يكن انتشاره كمثل انتشاره الان لكن تلك الاغنيه فى وجهه نظرى ساهمت بشكل كبير فى ارتقاء فهد سلم عرش التوزيع الموسيقى فى الوطن العربى فهد قلت عنه من قبل رغم انه ابن بار للتكنولوجيا الحديثه الا انه موزع من رائحه الزمن الموسيقى الجميل
فهد اختار اللزمه الموسيقيه الرئيسيه التى اعتمدت الوتريات سمه اساسيه لها كمقدمه للاغنيه مدعومه ببركيشن ويايات جيتار اليكتريك ونحاسيات وخط باص قوى جدا
رغم بساطه وخفه اللحن الا ان فهد لم يتعامل بمنطق الاستهسال وصنع لنا اغنيه اكثر من رائعه فى توزيعها خصوصا فى القفله الموسيقيه التى اراها اروع اجزاء الاغنيه خصوصا انه مهد بشكل سلس وبسيط للبراصات لكى تغلق الاغنيه وترك الباص جيتار يستلم نهايه الاغنيه بطريقه ال Feedback الموسيقيه .
فريق عمل الاغنيه
كلمات / مرسى السيد
الحان / محمود طلعت
توزيع موسيقى / فهــد
البوم ( شارع الهوى – انتاج روتانا للصوتيات 1998)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق