Powered By Blogger

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

هزنى من جوا ( فرقه المصريين )


دائما ماكنت احاول الوصول الى معرفه من هو صاحب الشراره الموسيقيه الاولى فى التغيير ومن هو اول من بدأ مايعرف بالاغنيه البديله التى حلت محل اغانى كلاسيكيه بل وغير فى شكل ونمط الموسيقى بل واستعانوا فى تجاربهم بشعراء جدد كانوا مواكبين حدث التغيير الموسيقى .
الحديث عن الفتره من اواخر السبعينات واوائل الثمانينات سوف يدخلنا فى جدل عميق حول الاغنيه البديله ومن هو صاحب شرارتها الاولى ومن هو كان قائد التغيير فى شكل ونمط الغناء فى تلك الفتره وحتى لايأخذنا الجدل بشكل كبير عمن هو صاحب تلك الشراره فكل مستمع يحسبها بمنطق  مختلف خصوصا انه لم نجد مؤرخين يرصدون تلك الفتره المهمه التى واكبت اختفاء نمط غنائى كلاسيكى وميلاد لغه جديده وموسيقى بديله جديده حلت محلها .
دعونا ندخل بشكل اوضح لنتحدث عن اغنيه تشبه من غنوها تماما وتتطابق تماما عما فعلوه فى الموسيقى المصريه الحديثه خصوصا انهم لن اسميهم الاوائل ولكنهم بالفعل من اوائل من تبنوا هذه الاشكال الموسيقيه واول من قادوا التمرد على الاغنيه الكلاسيكيه .
الحديث عن فرقه المصريين وعما بدعه هانى شنوده  مع تلك الفرقه وفى تلك الفتره  يطول ويطول  بل يتسع الى تحليل عميق وكبير لمجمل اعمالهم التى حفرت فى وجدان شباب هذا الجيل الذى سعد بهذا التمرد وعشقوا اختلافهم بل ودافعوا عنهم بصفتهم يشبهون جيلهم تماما .

لن اجعل من هانى شنوده فارس وقائد تلك الثوره لكنه من الاوائل الذين غيروا الكثير فى تكنيكات العزف ومن انتهجوا صناعه الاغنيه البديله بل ادخلوا انماط موسيقيه جديده على الاذن المصريه وبشكل كبير كانوا من المحرضين والدافعين الاساسيين لبناء هذا الشكل الموسيقى الجديد .
اغنيه اليوم هى ( هزنى ) والاغنيه تشبه تماما مافعلته هذه الفرقه العبقريه من هزه قويه  فى الموسيقى وفى دنيا الاغنيه المصريه عموما  فكلمات الاغنيه التى صاغها الشاعر الجميل ( هانى زكى ) تتحدث عن كسر للتابوهات التى زرعوها بداخل هذا الجيل فالاغنيه تشبه تماما هذا الجيل وتتحدث عن لسانهم بشكل كبير جدا بل وتشرح لهم مخاوفهم واحزانهم وخوفهم من بوح المشاعر بل تكسر اصنام العادات والتقاليد السخيفه التى زرعت داخل الجيل .
الاغنيه صرخه وهزه لكل شخص عاش فى حيره وكبت ويأس من انه يفصح عن مشاعره او عن ارائه او عما يحب او يكره ويفضح كل سلبيات المجتمع بل وتدعو الى هزه عنيفه لكسر تلك التابوهات التى ادخلت الاجيال فى انفاق مظلمه من الجهل والحيره والتخلف .
لن اعطى الاغنيه حجم اكبر من حجمها بشكل قد يبعث على الملل  لكن لو قرأت كلمات الاغنيه سوف تراه صرخه ودعوه الى كسر كل تلك الانماط السلبيه وكل تلك العادات السخيفه التى ورثناها وورثناها .

قبل ما اقابلك
كنت بحس انى
عديت سن الستين
كنت بحس شبابى
 عنوان فيلم قديم
ايام السينما الصامته
هزنى هزنى من جوا
هزه بقوه
غير كل خرايط الكون
غير مواعيد وساعات اليوم
غير ترتيب ايام الشهر
غير الوان السما والبحر
كسر اصنامى
علمنى اتمرد على اوهامى
علمنى اصبر على يأسى واحزانى
واهرب من الخوف واحب
كنا صغار وكبرنا
رحنا مدارس واتعلمنا
ازاى نتستر على مشاعرنا
زى اسير هربان
 من حكم بالاعدام
قضبان ورا قضبان
وحيطان وراها حيطان
احنا السجين واحنا السجان
وحياتنا عيب وحرام
وغلط وكلام والالام
هزنى من جوا
هزه بقوه
 قريت كتير وماتعلمتش
قطعت تذاكر لكن ماسفرتش
مشيت سنين ماوصلتش
ليل زى النهار
والصيف زى الشتا
من حيره الانتظار
ودمعه البكا
ليل من غير احلام
وانهار من الامل
وتنتهى الايام
م الوحده والملل
علمنى اضحك علمنى ابكى
علمنى اكون على طبيعتى
علمنى افكر وصوتى  عالى
علمنى اصرخ واقول بحبك
الاغنيه صرخه قويه وعميقه من الخوف الذى زرعه من تصوروا انهم رقباء او اوصياء على افكارنا وحياتنا ومشاعرنا فزرعوا بداخلنا افكار ممزقه اشعلت بداخلنا كل انواع الكبت والقمع النفسى الذى شوه الاجيال بل وامتد وسوف يمتد الى اجيال اخرى حتى افضت الامور الى مانعيشه الان من تشويه للهويه بل وازدياد التطرف الفكرى  الناتج من الخوف والقمع والكبت المزروع بداخل الاجيال .
موسيقى الاغنيه جائت جديده تماما على الساحه الغنائيه فما فعله هانى شنوده من استدعاء لانماط موسيقيه غربيه ( الاغنيه تشبه اغانى الروك  فى السبعينات )
دخول ريستاتيف بصوت ممدوح قاسم الاجش والذى شرح موضوع الاغنيه
اكثر ما عجبنى فى موسيقى  هو التنويع الذى فعله هانى شنوده فى الخط الخلفى او فى هارمونى الاغنيه من خط باص جيتار قوى جدا لعبه القدير جدا المرحوم ( تحسين يلمظ ) وتنويعات العزف الكى بوردى الذى صاغه هانى شنوده وخط وتريات قوى جدا ولم يعتمد هانى شنوده على شكل ثابت للاغنيه فهو اتاح لنفسه ان يبدع فى صولوهات كى بورديه من ابداعه الشخصى مع خط الوتريات القوى جدا والذى كان عامل مساند فعال فى الاغنيه خصوصا انه لم يكن مستنسخ من تيمه اللحن وكانت الاغنيه من اقوى دروس الكونتربوينت فى اختلاف الاصوات لكن عند تداخلها لا تحس بأى نشاز او صوت غير مستسيغ فى التوزيع
ايضا كان موفق هانى شنوده جدا فى انه لم يسند الاغنيه لشخص واحد فى الاغنيه ولكنه جعل كل الفرقه تغنى الاغنيه بحيث مثلت الاغنيه صرخه من كل اعضاء الفرقه خصوصا مع اللحن الخفيف السلس جدا خصوصا مع بنيه الكلمات الصعبه جدا التى لم يكتبها هانى زكى كلها ككتله واحده بل غير في بنيه الكلمات وبالتالى اعطى براح لهانى شنوده فى تنويع تيمه اللحن فلم تكن ثابته طيله الاغنيه بل تغيرت فى كل كوبليه .
اكثر اجزاء اللحن قوه فى رأيى هو اخر كوبليهات الاغنيه خصوصا مع التصاعد اللحنى بدايه من جزء ( ليل زى النهار وصيف زى الشتا ) حتى التصاعد الاخير فى ( علمنى اضحك علمنى ابكى ) خصوصا مع التصاعد الهارمونى من الوتريات وكوردات الكى بورد .
حقيقه الاغنيه اراها صادمه جدا فى افكارها التى اراها تنويريه اكثر وقد يراه بعض المتشددين انها اغنيه تحض على الغوايه لكنها اغنيه تفضح المجتمعات المنغلقه التى تولد اجيال مشوهه فكريا وتولد اجيال معبأه بالقمع والكبت والتطرف .

فريق عمل الاغنيه
كلمات / هانى زكى
الحان وتوزيع / هانى شنوده
غناء /  فرقه المصريين
البوم ابدأ من جديد انتاج عالم الفن 1983

هناك 3 تعليقات:

  1. لا لا الاغنيه دى جات فى وقتها بجد تسلم دائما كنت مختلفآ

    ردحذف
  2. الله
    يخربيت الجمال بجد
    مساء البنفسج عليكم انتم الاتنين

    ردحذف
  3. اغنية رائعة جدا جدا

    ردحذف