عندما كنت فى فتره تجنيدى فى الجيش صاحبتى اغانى كثيره كنت ادندن بها فى اوقات الاشتياق للعوده الى المنزل مره اخرى احدى تلك الاغنيات التى صاحبتنى هى اغنيه اليوم ( بكره نروح ) احدى عبقريات فرقه يحيى غنام الموسيقيه .
الاغنيه كنت استدعيها ابان فتره الجيش حالما بان اعود الى بيتى مره اخرى حيث الاهل والاحباب والاصدقاء وحتى حياتى الخاصه بالمحبوبه وماشابه ذلك وكانت من اكثر الاغنيات عمقا وتأثيرا فى اثناء فتره تجنيدى
ويكمن ذلك فى موضوع كلماتها التى كانت تبكينى خصوصا فى عده اجزاء منها وعندما كنت استمع الى تلك الاغنيه قبل تجنيدى كنت اتصور انها مغناه لمن هو فى غربه بعيده عن وطنه لكن بعد ان دخلت الجيش عرفت انها معنيه ( او على الاقل من وجهه نظرى ) بشخص تم تجنيده وانه يتمنى رجوعه او يمنى نفسه بقدوم بكره الذى سوف يعود مره اخرى الى عائلته ومحبوبته
كتبت كلمات الاغنيه الشاعره والصحفيه واستاذه الاعلام بالجامعه الامريكيه الدكتوره ( هنزاده فكرى ) واعتقد ان الكلمات هى اعمق مافى الاغنيه رغم انها كانت تتبع شعر التفعيله ولم تعتمد شكل ثابت فى بنيه الاغنيه الا ان الكلمات برغم عفويتها الا انها جائت صادقه تماما خصوصا وان نوع الاغانى الذى لا يجنح مباشره الى اغانى العشق والغرام هو النوع الذى يستهوينى اكثر من الاغانى التى تدور فى فلك محدد من الكلمات بل والمواضيع المكرره الممله
الاغنيه ولدت فى الاصدار الثانى من الالبوم المعنون بأسم ( تراحيل ) وحلت محل اغنيه ( يا خال ) فى النسخه التى اصدرت فى اوائل التسعينات
حقيقه دائما ما انتبه لتجارب الفرق الموسيقيه الغنائيه حيث اراها اكثر التجارب الموسيقيه تمردا خصوصا انها لاتجنح الى غناء اغانى مباشره بل تعتمد التنوع فى الموضوعات ركنا اساسيا فى التجربه وتجربه تلك الفرقه وان كانت لم تستمر على مستوى انتاج الكاسيت نظرا لاختفاء المنتج المغامر الذى قد يغامر بأنتاج البوم لفرقه موسيقيه لا تعتمد على موسيقى ولغه السوق السائده لكنها استمرت حتى فتره قريبه بحفلات فى دار الاوبرا وساقيه الصاوى
الاغنيه امتزجت موسيقاها مع كلماتها بشكل جيد جدا حيث لم يعتمد يحيى غنام الشكل الغربى بشكل كبير
من بدايه الاغنيه واستخدام رتم الملفوف فى بدايه الاغنيه مع عود يتصدر الاغنيه وكنت احس ان الرتم بأنه صوت عجلات قطار تبدأ فى الدوران ايذانا بالاقلاع مع صوت الكى بورد الذى احسه صفاره هذا القطار والذى نهى به المقدمه الموسيقيه مع اصوات براصات كى بورديه ايذانا بالعوده مره اهرى الى الوطن الاصغر ( العائله )
من ارق اجزاء اللحن الجزء ( بكره اما اوصل اسلمهولك – بوسى الورده واقرى كلامى – كنت فى ليلى بحوشهولك )
كلمات الاغنيه احتفت بالعائله فى الكوبليه الاول ومن اروع ماكتب فى تلك الفتره من وجهه نظرى
( بكره هابوس ايد ابويا الحاج – وارقص واختى فى زفه اخويا – وادفس نفسى فى حضنك يا ما – ريحه البيت وحشانى ياناس )
الكلمات رغم قلتها وتفعيلتها التى لاتناسب كلمات اغنيه مقفاه بشكل يعتمد بنيه اساسيه الا انك لا تملك الا ان تصدقها بجد
الجزء الاخير احتفى بالحبيبه ويمكن الجزء الاخير هو الذى اوعز لى بالاعتقاد انه مجند فى الجيش راقبوا الكلمات وسردها الممتع
( بكره نروح بكره هاشوفك – وامسك ايديك وسط الناس – ندخل سينما ونقعد صاله – سامحينى دى الحاله افلاس – نخرج منها ونمشى شويه – نشرب حاجه وناكل ترمس – نركب مركب وسط الميه – وحشانى وواحشنى النيل )
الاغنيه بداخلها حنين كبير ممتع الى اشياء كنا نتذكرها بشكل كبير ابان فترات تجنيدنا فى الجيش المصرى وكنت احس تلك الاغنيه بالفعل بل كنت ادندن بها احيانا فى سهراتنا متمنيا العوده مره اخرى لوطنى الاصغر
حقيقه قد تكون الاغنيه غريبه على الاذان لكنى ولا اعرف تحديدا لهذا السبب دائما ما اجنح فى سمعى الى تلك التجارب التى اراها تغنى لنا ولا تغنى علينا بل اراها اغانى اكثر واقعيه نحسها تدخل قلوبنا دون ان تحيلنا الى واقع اخر افتراضى قد لا يمت لنا بصله
فريق عمل الاغنيه
كلمات / هنزاده فكرى
الحان وتوزيع / يحيى غنام
غناء / يحيى غنام وياسر شعبان
البوم ( تراحيل انتاج شركه روكى 1992 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق