فى العام 1983 انتج محمد منير تحفته
الموسيقيه ( اتكلمى ) حقيقه البعض يقول ان ( شبابيك ) هو الالبوم التاريخى لمنير
وانه اقوى البوم غناه منير طيله مشواره الذى تخطى الثلاثون عاما لكن يبقى البوم (
اتكلمى ) فى وجهه نظرى الشخصيه هو اقوى البومات منير قد تتفق او تختلف معى فى ذلك
لكنى ارى ان هذا الالبوم هو طفره موسيقيه فى تلك الفتره لدرجه انى عندما اعيد
الاستماع الى تلك الالبوم مره اخرى يبهرنى هذا الزخم الموسيقى الذى قدمه الموزعين
والموسيقين داخل الالبوم وتنوع حالات ومضامين الغناء داخل الالبوم وارى انه تحفه
موسيقيه صعب ان تتوقع انها من انتاج العام ( 1983 ) .
اغنيه اليوم هى حاله موسيقيه فلته واغنيه
استثنائيه من شاعرها ( عبد الرحيم منصور ) وملحنها ( الحاج / احمد منيب ) وموزعها
العبقرى ( فتحى سلامه )
الاغنيه هى ( يا ليله عودى تانى )
حقيقه انا ارى ان شاعر الاغنيه هو اكثر
شعراء الاغنيه المصريه الحديثه حميميه وصدقا وطهرا فى التعبير عن مكنونه الشعرى
بغض النظر عن كونه ابن لمنطقه خاصه فى مصر ( صعيديه ) لكن الفاظه لاتحس بها
الغرابه فهو يدخل فى مشاعرك واحاسيسك ويعبر عنها ببراعه وصدق وطهر فى اغانى اراها
هى الانقى كتابه فى تاريخ الغناء العربى ولو تابعنا اشعار هذا العبقرى المظلوم
والمتجاهل اعلاميا سنجد انفسنا امام شاعر متفرد وحاله خاصه جداا يعبر عن احزان
وافراح البشر فى العموم ولم اكن اتعجب من دراستى لشعر هذا الرجل انه كان دائما
الحديث بصيغه الجمع فى اشعاره فتاره اراه يريد ان يشاركنا افراحه او احزانه وتاره
اراه يتحدث الى ويقول انه يشعر بى وان حزن البشر ده حزننا .
الحان الاغنيه هى من احلى الحان الحاج /
احمد منيب ومن احلى ماادى منير فى حياته اللحن عكس حاله الكلمات بشكل غير مسبوق
ولما لا واحمد منيب كان السهل الممتنع يدخلك فى جو الاغنيه بلحنه الشجى وفى رأيى
ان الحاج احمد كان يحس مايكتب فيطلق العنان لبنات افكاره لتصيغ وتبدع لنا الحان
كانت هى العمود الفقرى لغناء منير بالكامل وسطرت سطورا من ذهب فى تاريخ موسيقى الجيل فالحاج احمد منيب
كان طاقه نور تشرق على غالبيه موسيقى الجيل وليس غناء منير فقط ولا انسى ان حميد
الشاعرى وهو من اخلص الناس لفن احمد منيب قال فى احدى حوارته التليفزيونيه من قبل
انه تمنى ان يغنى تلك الاغنيه .
وزع الاغنيه ( فتحى سلامه ) احدى اضلاع فرقه يحيى خليل قبل انفصاله عنها
وتكوين فرقته الخاصه
اكثر ماعجبنى فى الالبوم هو ان اثنان من
فرقه يحيى خليل قاموا بتوزيع اغنيات داخل الالبوم ولم يتم نسبها الى فرقه يحيى
خليل كان منهما ( فتحى سلامه ) والاخر كان ( عزيز الناصر ) عازف الاليكتريك جيتار
فى الفرقه
فتحى سلامه يحتاج مجلدات ومجلدات لكى
نحكى عنه وعن موسيقاه
فتحى سلامه خرج بموسيقانا الى العالميه
فى هدوء ودون اى بروبجندا اعلاميه او تهليل او ادعاء فهذا الموسيقى العبقرى هو
الوحيد العربى الحائز على جائزه جرامى الموسيقيه وتوزيعاته التى تعامل بها مع اغلب
مطربى مصر تشهد اننا امام موسيقى متفرد نجح فى دمج موسيقانا المصريه مع اغلب انماط
الموسيقى العالميه دون تشويه او احساس بأننا امام عمل مهجن او مسخ فنى
فتحى سلامه احيى الفلكلور المصرى وابدع
فى اخراجه فى صوره حديثه واحيى ايقاعات مصريه قد قاربت على الانتهاء واستخدم كل
امكانياته فى اخراج لنا موسيقى جديده فيها من الروح الشرقيه المضمون والشكل
الخارجى مغلف بموسيقى حديثه
الاغنيه :-
البدايه التى صاغها فتحى سلامه بصولو التشيللو
تشبه فتح باب ثم التصاعد الهارمونى فى التشيللو الذى صاحب الدخول والتشيللو الذى
يقطر حزنا وشجنا خصوصا مع انهاء هذه البدايه بالتصاعد حتى دخول الباص جيتار وبريك
الدرامز الذى جعلنا ندخل جو ومضمون الاغنيه بكل سرعه وسلاسه
اكثر ماعجبنى فى البدايه ان فتحى سلامه
لم يطلق العنان للوتريات لكى تملاء فراغ الهارمونى بعد تيمه الباص الملعوبه ولكن
مهد لدخول صوت منير بكل سهوله ولم نجد فى
الخلفيه سوى دفوف وتكنيك بسكاتو يلعب من الكمنجات حتى بريك الدرامز الذى يسلم
الهارمونى للوتريات الرائعه من فتحى سلامه
اللزمه الموسيقيه التى صاغها بالوتريات
تقطر شجنا حتى يدخل الباص جيتار الذى لم يهدأ طول خط الاغنيه بل كان ثقلا وعاملا
مساعدا اكثر من رائع
فى اعاده اللزمه اطلق العنان فتحى سلامه
لصوت الكى بورد من عزفه الشخصى وابداعه الخالص بعد ان استلم الرايه من صوت منير
وصاغ لنا صولو رائع حتى اعاد لنا الكمنجات التى تشجينا وتبكينا
اكثر مايعجبنى فى موسيقى تلك الفتره ان
مبدعيها لم يجنحوا الى صب الاغنيه فى قالب موسيقى واحد ولكنهم كانوا يميلوا الى
تغيير شكل الاغنيه الموسيقى واطلقوا العنان للعازفين فيحسب لمنير ومن تعامل مع
منير انه افرد مساحات رحبه للعازفين لكى يبرزوا امكانيات عزفهم داخل اطار الاغنيه
دون فلسفه زائده وكلها عوامل اضفت على العمل الفنى براعه من عازفين لايملكون فقط
موهبه العزف ولكن لديهم خيال خصب فى ارتجال صولوهات تضيف الى العمل الموسيقى
المقدم
فى النهايه اعرف انى منحاز تماما وكليا
لتجربه منير الموسيقيه التى اعتبرها تجربه تستحق الدراسه اكثر واكثر واراها تجربه
متفرده صعب تكرارها لانها لم تعتمد على شخص واحد ولكن تلك التجربه المليئه بالزخم
الشعرى والموسيقى تجربه متفرده محلقه لا تخضع لاى مقارنه لانها سوف تظلم الطرفين
فريق عمل الاغنيه
كلمات / عبد الرحيم منصور
الحان / احمد منيب
توزيع موسيقى / فتحى سلامه
البوم / اتكلمى انتاج ( سونار 1983 )