ما اقساها لحظات عتاب الوطن وما اقساه ان نعاتب الوطن فى لحظه نعتبرها كلنا لحظه يأس او لحظه موت الحلم بمعنى ادق .
اغنيه اليوم اعتبرها اقسى عتاب للوطن من شاعرها وان كنا نعاتب الوطن فأننا فى ذات الوقت نعاتب انفسنا لاننا فى النهايه قد تقسو علينا حبيبه فقد نغضب ولا نسامح ولكن فى النهايه عندما يقسو الوطن فلا نملك سوى ان نسامح الوطن بل ونبذل كل جهدنا لاعلاء شأنه بل والموت فى سبيله .
اغنيه اليوم وقعت فى هواها من لفظ ذكر بداخلها واعتبره وان كان لفظا قاسيا جدا لكنه فى نفس الوقت كان معبرا جدا عما يحدث واحسب ان الزمن لم يتغير فأن تغير مفهوم العتاب وسببه تجاه الوطن الا انه نفس الوطن الذى لامه الشاعر الكبير ( جمال بخيت ) على تخاذله واستسلامه لعدو قتلنا شهدائنا واستباح دمائنا وارضنا وهو نفس الوطن الان الذى يئن بجروح شتى اختلفت الالام والجروح وبقى جرح العتاب غائرا داخل جسد الوطن وجسد عشاقه .
اغنيه اليوم هى ( تسألينى ) والتى تغنى بها صوت مصر فى الثلاثون عاما الماضيه ( على الحجار ) وغناها فى العام 1987 ولا ادرى ان كان شاعرنا الكبير ( جمال بخيت ) صاغها قبل هذا العام ام لا فى النهايه نحن امام اغنيه تتحداك بألفاظها وبتراكيبها العميقه جدا وتجعلك تفكر وانت تستمع ومااكثر ما نحتاجه من فن فى وقت الازمات لكى يشرح لنا ويشرح لنا ازمات الوطن .
البدايه العبقريه جدا والتى اخرجها لنا جمال بخيت لكى يرد على استفسار الوطن والنغمه التى كانت مسيطره على بعض الافاقين والمدعين ( ماتقولش ايه ادتنا مصر قول هندى ايه لمصر )
تسألينى عن جراحك
ليلى كان زارع صباحك
يومها كان السن ضاحك
يومها كان الكون براحك
لولا مره فتحتى ننى
للى خانى واستباحك
المقدمه التى تحدثت عن سياسه الاقصاء المتعمده لحبيب صنع افراح الوطن ولم يدعى الى الاحتفال حبيب طالما كان سندا وعونا لوطن وقف فى احزانه وأقصى فى افراحه بل وبعد ذلك تركه الوطن وسلم نفسه لعدو استباح لنفسه ان يحتفل بغنيمته كثيرا وكثيرا .
ولا احاول ان اقول ان شاعرنا الكبير استبق الاحداث بتلك الاغنيه ولكنها تنظير مبكر جدا فبعد ستون عاما من حكم العسكر الذى كان كالسوس ينخر فى عظام الوطن ولم نستفد منه شىء بل وشوهت بقعه الضوء الوحيده فى تاريخ هذا الوطن وهى حرب اكتوبر واختزلت فى شخص دون النظر لشهداء ضحوا بالغالى والنفيس وحتى بعد الثوره لازال العسكر جاثمون على جسد هذا الوطن والذى يدهشك انهم نفس من شوهوا صوره الثوره المصريه التى بناها جيل رفض ان يستسلم وان يرضى لوطنه ذل الهوان وعار السكوت .
تسألينى عن الالامى
عن سكوتى وانهزامى
كنت رغم الصعب رامى
نبض ذلى وانهزامى
وانجرحت فى كل شده مستعده لاجتياحك
ليه فى مره فتحتى ننى
للى خانى واستباحك
يقال ان شاعرنا الكبير جمال بخيت كتب تلك الرائعه ابأن توقيع اتفاقيه كامب ديفيد وماشابها من استرخاص مخجل ومذل للوطن الذى كان قويا بأنتصاره نجد ان الوطن فتح ذراعيه وفتحت ابوابه على مصراعيها للتطبيع بل والاعتراف بكيان مغتصب اعرف فارق التشبيه الكبير واتمنى الا اكون وقعت فى خطأ تلك المقارنه بين عسكر احتفلوا معنا بالثوره بل والادهى انهم تصدروا المشهد السياسى على انهم كانوا حماه الثوره وانه لولا وقوفهم بجانبها لكانت مجرد انتفاضه شعبيه تنهيها عصاه الامن الغليظه ولكن بعد سقوط تلك الخرافه الامنيه فى عهد المخلوع وسقوط النظام واحتفالنا بأن الوطن عاد مره اخرى الى سكانه الاصليين نجد ان الوطن يسلم نفسه مره اخرى لمن خان الثوره فمن نجاح ساحق للاخوان فى الانتخابات الى عسكر جالسون لا ندرى اين ومتى وكيف سوف يتم تسليم السلطه الا اننا فى قراره نفسنا غير مقتنعين ان هذا سوف يحدث كل هذا واكثر رأيته فى تلك الاغنيه العبقريه الساحره جدا والتى كتبها منذ ثلاثه عقود جمال بخيت واحسبه وان كان لا يتذكرها الا انها تقبع فى ذاكرتنا وفى ذاكره من عاشوا الالام الوطن ومن عشقوا الوطن حتى الثماله لكن فى النهايه الوطن سلم نفسه لمن خان الثوره ومن يقتل في ابنائها ومن يتخبى تحت ستار العسكر ايضا .
تسألينى على اللى جاى
ياحبيبتى بكره حى
والنهار يبقى له ضى
واللقا يبقى له زى
لما يقدر على الفراق
الاشتياق اللى فى رياحك
اعتقد ان تلك المقطع كان بقعه الضوء فى تلك الاغنيه التى تحدثت عن اوضاع قاتمه جدا وكلنا نعيش على الامل والتمنى بغد مشرق للوطن وبنهار يأتى لكى يقتل تلك العتمه التى زرعنا فيها اما عسكر خانوا ثورتنا المجيده او زرعناها نحن بسكوتنا وانهزامنا وانكسارنا الذى قد يطول لكنه سوف ينتهى .
لحن الاغنيه الشقيق الاصغر لعلى الحجار المطرب والملحن ( أحمد الحجار ) ولا ادرى ماذا اقول عن لحن تماهى داخل كلمات الاغنيه بشكل تصعب او تتصور الكلمات بدون هذا اللحن فرغم كلمات الاغنيه الصعبه جدا والقويه جدا الا ان اللحن تماشى مع تيمه الكلمات ومضمونها بشكل اطفى مصداقيه على غناء على الحجار اكثر واكثر ولا اعرف ان كانت الكلمات من اختيار احمد او على الحجار ولا يهم فالاثنان يحملان نفس الجينات الثوريه التى تجعلهم ينتجوا فنا اصيلا بعيدا عن ركوب موجه حب الوطن والتى تهب فجأه على بعض المطربين لدرجه انها اصبحت موضه غنائيه ونحت لا اكثر .
وزع الاغنيه احد اعمده تيار الموسيقى الجديد وقتها ( مودى الامام ) واحد من كانت لهم الرياده فى اخذ مسار الاغنيه بعيدا عن الاغنيه الكلاسيكيه المعهوده بأدخال توجهات موسيقيه اخرى ( غربيه ) غير التى اعتادت عليها الاذان المصريه مودى الامام انتج لنا موسيقى كى بورديه بحته كلها اعتمدت على اصوات الكى بورد سواء الرتم او فى هارمونى حقيقه الاغنيه لن اتحدث عن موسيقاها لان كلماتها اشد واوقع وشرحت وضعنا الحالى بشكل يصعب ان تقول ان الاغنيه هى بنت الثمانينات .
فريق عمل الاغنيه
اشعار / جمال بخيت
لحن / احمد الحجار
توزيع / مودى الامام
البوم فى قلب الليل 1987 انتاج امباير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق