Powered By Blogger

الخميس، 17 فبراير 2011

لو بطلنا نحلم نموت

 الصوره من عند جيمى هود
فى ظل الاحداث التى تعيشها مصر حاليا والتى اخرجت الشعب المصرى من قمقمه العتيق ومن سباته العميق وتحقيق حلم طال انتظاره واستبعد تحقيقه وخصوصا من هذا الجيل الذى اتهم بالسلبيه واللامبالاه والهمجيه ومورس عليه كافه انواع القهر سواء فكرى او تعليمى الا ان هذا الجيل اثبت لكل الاجيال التى سبقته انه استطاع ان يحلم وان يحقق حلمه بعد ان عجزت الاجيال الاخرى عن مجرد التفكير فى الحلم .
كل هذا اعادنى مره اخرى بعد ان توقفت فتره ليست بالقليله عن الحديث عن العبقرى المصرى ( عصام عبد الله ) وانا اخذت عهد على نفسى ان استمر فى الكتابه والبوح والاكتشاف والغوص فى بحر هذا العبقرى الراحل الذى لم ينضب فبرغم وفاته لازلنا نكتشف ان عصام يتصدر المشهد الغنائى المصرى سواء بأغانيه المعروفه او المهمله وحتى التى نعيد اكتشافها من جديد
اغنيه اليوم ( لو بطلنا نحلم نموت ) واعتقد ان عنوان الاغنيه اصبح تيمه وايقونه لكل من يحلم او من يحتاج ان يحلم تلك الاغنيه اراها شديده الصله بشخصيه عصام عبد الله الانسانيه واراها من احلى ما عبر عصام عن مكنونه حقيقه فأن كنا لم نعرفه على المستوى الانسانى وهذا من سوء حظنا للاسف الا ان تلك الاغنيه ارى فيها ملامح كثيره وعميقه عن شخصيه عصام عبد الله بدايه من المذهب العبقرى الذى اعتقد انه دستور ونبراس لكل من يحلم ويحاول ان يحقق حلمه
( لو بطلنا نحلم نموت – لو عاندنا نقدر نفوت –
 لو عدينا مره خلاص – لو ردينا ضاع الخلاص
حبه صبر حبه حماس – يبقى الحلم صوره وصوت )
هذه الافتتاحيه العبقريه الغير منمقه والغير وعظيه بالمره والتى لم تستخدم اكليشهات معده مسبقا بل جائت صريحه جدا ومباشره جدا وعميقه جدا وهذا ما ارى انه شديد الصله والالتصاق بما حدث فى 25 من يناير 2011 والذى كان بمثابه ولاده الحلم الذى حلمنا به لعقود كثيره من القمع ومن الكبت ومن غياب الحريات والقيود الفكريه التى مورست علينا والحوائط التى مشت الاجيال السابقه بجانبها ثم اتينا نحن لنمشى بداخلها الان صرنا على قارعه الطريق نحلم ونحقق حلمنا لن اقول ان اغنيه عصام وكلمات عصام كانت نبراس او دستور مشى عليه ثوار وشباب مصر ولكن الاغنيه ساعدت فى شحن بطاريات الوعى لدى الشباب بطريقه ما فالشباب الذى قرر ان يحلم ولن يكف عن حلمه حتى لو مات هو نفس الشباب الذى عاند وفات وحقق حلمه ولم يقبر حلمه بالرجوع او الخنوع او التنازل وكل تلك كانت من اهم شيم وخصال الشباب العبقرى الذى نبوس التراب تحت اقدامه لانه حقق ما عجزت عنه اجيال كامله من ان تفكر مجرد التفكير فى ان تلك الثوره ممكن ان تحدث يوما ما
لن اضع عصام فى واجهه المشهد وانسب له الفضل فى كل ما حدث لكن عصام يتصدر المشهد بالفعل بتحريضه المستمر ولم استغرب عندما وجدت لافتات تحلم تلك كلمات تلك الايقونه السحريه ( لو بطلنا نحلم نموت ) ووجدت هتافات من حناجر شباب يناضل لتحقيق حلمه ويجاهد بكل ما اوتى من قوه ومال وصحه وعقل وموهبه فى ان يحقق حلمه بل وهو مؤمن تمام الايمان بقيمه حلمه وعظمه حلمه .
عصام انا وجدته فى كعبه الثوار ( ميدان التحرير ) شباب يطبقون مفاهيم وتعاليم عصام
( لو عدينا مره خلاص – لو ردينا ضاع الخلاص
حبه صبر حبه حماس – يبقى الحلم صوره وصوت
لو بطلنا نحلم نموت )
عصام مارس دوره كمحرض واعتقد انه لو كان حى بيننا الان لكان فى صداره الثوار فى ميدان التحرير يترك موقعه كفنان بعد ان مارس دوره بالكامل وعلى اكمل وجه كفنان محرض بالدرجه الاولى وبعد ان شحن بطاريات الشباب بالحلم الممكن تحقيقه احسبه بعد كذلك يكتفى بأن يلعب دور المواطن العادى الذى يهتف وينادى ويناضل لاجل قضيه الحريه ولاجل قضيه الحلم .
بالطبع لن يقدر على غناء تلك الاغنيه سوى المحرض الاخر ( محمد منير ) منير رفيق درب عصام وارى ان هناك كيمياء وتفاهم غير عادى بينهم حتى فى اختيارات الاغانى ولم استغرب عندما علمت ان منير هو الفنان والمطرب الوحيد الذى مشى فى جنازه ( عصام عبد الله ) بل انهمرت دموعه من القاهره حتى مدفن عصام فى الفيوم مسقط رأسه لان مشروع منير الفنى يتماشى مع خط ونمط مشروع عصام الشعرى بدرجه كبيره جدا
منير مارس دوره كمحرض عظيم منذ بداياته الاولى فى اواخر السبعينات ولازال يمارس دوره دون كلل منير لم يدخل المعركه لكى يعلق عليها فى وقت لا يعلو صوت الا صوتها منير يمارس دوره كفنان ثم ينسحب ولا يعلق على الحدث بل يمهد ويحرض له
الاغنيه انتجت فى العام ( 1994 ) والثوره قامت فى ( 2011 ) سبعه عشر عاما من الحلم تفصلنا عن تلك الثوره هل تستغرب عندما تستمع الى الاغنيه داخل كعبه الثوار ( ميدان التحرير ) هل تدهشك وتغرق فى استغرابك ان منير وعصام عبد الله حرضا منذ سبعه عشر عاما على الحلم وعلى تحقيقه هل تستغرب عندما تجد كلمات الاغنيه هى النبراس وهى الدستور الاساسى للثوره التى لم تتنازل ولو عن جزء بسيط من احلامها
( حضن فى غربه ملمس مثير – بعد مشاغبه هترق لك
مره فى مره حاول كتير – اى مغامره راح تنفعك )
وقت الحلم وقته فى سكوت
لو بطلنا نحلم نموت
حبه صبر حماس – يبقى الحلم صوره وصوت
لو بطلنا نحلم نموت )
( رقصه شهيه هى الحياه – بالعشوقيه والمعشقه
مره فى مره حلمك هواه – يملى الدنيا بالزقزقه
ويبقى الحلم صوره وصوت
لو بطلنا نحلم نموت )
الاغنيه لحنها احدى الاضلاع المشتركه فى غناء منير وعصام وهو ( مصطفى على اسماعيل ) ابن خالد الذكر الموسيقار العبقرى ( على اسماعيل ) واعتقد انه نجح جدا فى توصيل كلمات الاغنيه بشكل لم يجعلها اغنيه هتافيه او اغنيه وعظيه اكثر منها اغنيه تحثك وتحفزك على الحلم خصوصا فى قفله الشطرات وفى لحن العنوان
( لو بطلنا نحلم نموت )
وزع الاغنيه الثنائى الماهر جدا والعبقرى جدا ( عمرو ابو ذكرى – احمد الناصر ) وحقيقه كان اختيار عبقرى وموفق لموسيقى ثوريه محرضه هى الاخرى وهى ال Jazz Music   وارى ان تلك الاغنيه بموسيقاها تلك اعطتها ثوريته وتحريضها الكافى حيث الانظلاق والحريه واطلاق العنان خصوصا فى صولوهات الكى بورد وتيم الدرامز والباص واكثر ما بهرنى فى الاغنيه قلبت الرتم بدخول القانون الذى اعتقد انه لعب بالكى بورد ولم يكن ملعوب Live   والتحويل لرتم الملفوف وتكرار منير لنفس الشطر اكثر من مره  حوالى اربع مرات
لو بطلنا نحلم نموت – لو عاندنا نفوت
 حتى التسليم للكورال الرجالى الذى ظهر اخيرا فى اخر الاغنيه بعد ان كانت الكورال النسائى محتل الاغنيه من اولها والنهايه بصولو ارتجالى من البيانو
فى النهايه الحلم لم ينتهى فعندما يتحقق الحلم نبحث عن حلم اخر ولتحقيق الحلم لذه اعتقد اننا لن نتنازل عنها بعد ذلك وفى النهايه اهدى تلك الاغنيه الى شهداء الثوره العظيمه والتى زهقت ارواحهم فداء للوطن ولحلم الحريه الذى اعتقد انه تحقق وانهم حاليا ينعمون فى جنه الخلد محققين كل الاحلام  ولو بطلنا نحلم نموت
فريق عمل الاغنيه
كلمات / عصام عبد الله
الحان / مصطفى على اسماعيل
توزيع / عمرو ابو ذكرى -  احمد الناصر
البوم ( أفتح قلبك 1994 انتاج ساوند اوف امريكا )

هناك تعليق واحد:

  1. أكيد لو عصام كان موجود كان عمل كده يا محمد وكان شارك بقلبه وروحه. ده حلمه اللي كان عايش بيه.

    بالمناسبة عصام كان كمان ثوري وياما اعتقل وسجن قبل ما تنزوج. وأنا متأكدة أنه كان مستمر في طريقه بعد الزواج بس مكانش بيرضى يحكيلي أو يشاركني خوفا علي وعلى مريم. الله يرحمك يا عصام

    ردحذف