Powered By Blogger

الخميس، 14 أكتوبر 2010

( الجيره والعشره ) الملك منير

فى فتره من فترات تاريخ مصر كان يوجد فى كل بيت مصرى جندى مجند داخل القوات المسلحه على جبهه القتال مع اسرائيل وكنت تجد منشور فى كل بلكونه فى اى حاره مصريه ستره جندى فى القوات المسلحه فى نفس الحاره وفى المنزل المقابل كانت توجد فتاه او فتيات كثيره تنتظر قدوم هذا الشخص او رجوعه منتصرا اليها مره اخرى .
المقدمه السابقه كانت هى قصه اغنيه اليوم ( الجيره والعشره ) التى اتشرف بالكتابه عنها لانها تخص اشخاص افنوا حياتهم فداء لوطننا الجميل وحققوا لمصر نصرا تاريخا اعتبره هو نفطه الضوء الوحيده فى تاريخ مصر الحديث وهؤلاء هم  الابطال الحقيقيون لمعركه تحرير الارض .
الاغنيه بالطبع غناها واحد من من أرخوا لتاريخ مصر الحديث ( الملك محمد منير ) فمحمد منير وعلى الحجار تحديدا هذان المطربان اكثر المطربين تأريخا للاحداث المصريه بأغنيتهم وبما اننا نحتفل فى تلك الايام بذكرى نصر اكتوبر وجب على ان ارد الجميل لشهدائنا وابطالنا العظام  ومحاوله ان نسترجع تلك الذكرى العطره التى كانت اقوى عمل جماعى مصر فى التاريخ من وجهه نظرى املا فى ان نعيد تلك الروح مره اخرى الى جثه الوطن الهامده حاليا .
الاغنيه كتب كلماتها ناظر مدرسه شعر العاميه فى  مصر ( فؤاد حداد ) وعمنا فؤاد حداد لا يجوز ان نقول انه كان من افضل شعراء العاميه فى مصر فأفعل التفضيل واجبه تماما مع هذا الرجل العبقرى ففؤاد حداد هو افضل شاعر مصرى فى التاريخ كله ويمكن ان نقول  انه اشعر من مشى على ارض مصر بعد المتنبى ولو كان الشعر العامى دوله لكان هو رئيسها مدى الحياه وعن اقتناع  وهذا يتفق معه الشعراء كلهم سواء كانوا من جيل فؤاد حداد او قبله او بعده ففؤاد حداد امتلك كل شىء فى الشعر ولم يكن شاعرا مصادفه فهو امام الشعراء بحق وحقيق
فؤاد حداد عندما يكتب اغنيه فهو لا يكتب اغنيه بشكلها المعتاد فانا اتعامل مع الاغانى التى سطرها فؤاد حداد على انها نص شعرى ولا يجوز او يحق لنا ان نعاملها معامله الاغنيه العاديه .
اغنيه اليوم حكى فيها بروح شعبيه حملت رائحه الحاره الشعبيه المصريه وحملت لنا قصه معنيه بفتره من الفترات كان فى كل حى مصرى شاب مصرى على جبهه القتال مع العدو الصهيونى وفتاه تنتظره رجوعه منتصرا على احر من الجمر سواء كانت زوجته او خطيبته او حتى محبوبته
فؤاد حداد حكى الاغنيه بشكل مستتر فان  لم تكن قارئا جيدا لشعر حداد فانك لن تفهم ما تعنيه كلمات الاغنيه
فى بدايه الاغنيه يحكى لنا فؤاد حداد ويستلهم روح الجيره والعشره والاخوه والمحبه التى كانت تسود الحاره المصريه واختفت من حياتنا المصريه للاسف واصبحت تلك قيم من العهد الماضى لاوجود لها فى العصر المادى المفرط الذى نعيش فيه حاليا
فى كل حى ولد عتره – وصبيه حنان
وكلنا جيره وعشره – واهل وخلان
لاحظ هنا ما اعنيه بأختفاء القيم فالولد وصفه بالعتره ( وصف شعبى اصبح نادر الوجود حاليا كلفظ وكقيمه) والصبيه الحنان والحنان هنا لايقصد به الاسم ولكن الصفه ثم وصف الحاره الشعبيه المصريه الاصيله والجيره والعشره والاهل والتلاحم فالبيت مفتوح للجميع  بكل طبقاته واشكاله بكل حب وموده
كان المطلع مجسد بسيط لشكل نمط الحياه فى الحاره الشعبيه المصريه ومن الممكن ان نقول ان انه اوجز بشكل عبقرى القصه التى يعنيها فى النص الشعرى ( الجيره والعشره )
الجزء الاول من النص اعتبره من اقوى ماسمعت فى حياتى
اميره عاقله فى الحجله – العقل يطير
كانت صغيره بضفيره – وكان هو صغير
ساعه ماتضحك مع اخوها – تلاقيه بيغير
ولما ترفع قلتهم تلاقيه عطشان
اعتقد انه ابلغ وصف لطفوله الصبى العتره والبنت الحنان فى لعبهم وفى طقوس حياتهم الطفوليه داخل كل الحارات المصريه
اقوى ماكتب فى الاغنيه من وجهه نظرى هو هذا الشطر الذى اخفاه فؤاد حداد ولا اعرف اخفاه عن عمد ( زمانه ماشى بخطوه يضم – زمانها كبرت وبقت ام ) حقيقه توقفت عند تلك الشطر العبقرى كثيرا وكيف انه لخص الزمن وعمل ربط عبقرى بين الولد الذى كبر وعلى الجبهه يقاتل و يضم خطواته وبين الصبيه الحنان التى كبرت واصبحت ام
( زمان جواب جايلها بيجرى على العنوان )
الله عليك يا عم حداد لن استغرب فى وصفه ولن ابالغ ان قلت انه يراقص الالفاظ فالكلمات جائت اليها طواعيه يشكلها كما يحلو له وينثر لنا من الالفاظ والاخيله والصور ما لا قد نتصوره لو تعمقت فى شعر حداد اكثر لن يسعنى ان اتكلم فى موضوع واحد بل قل سنقف لسنوات ففؤاد حداد ظاهره شعريه نادره الحدوث وتحدث مره واحده فى العمر فقط
الفجر بيلاقى المغرب وبيجى ويروح
والليل يطل على الشارع شباك مفتوح
هنا الرصيف وهنا السلم وهنا ياسطوح
متعلقه كمام النونو فى ديل الفستان
خطف عمنا حداد الموضوع ورحل بنا بالزمن سريعا الفجر بيلاقى المغرب كنايه عن تعاقب الايام وان لازلنا فى حاله الهزيمه لم يطلع لنا النهار بالأنتصار العبقرى المصرى فى حرب اكتوبر ايضا ظهر لنا فى قصه الولد والبنت ثمره زواجهما وهو الطفل المعلق فى ديل فستان امه التى تنتظر رجوع ابوه بفارغ الصبر وكم من الظباط والجنود لم يروا ابناءهم الا بعد الرجوع منتصرين ومنهم من لم يرى ابوه بعد ان استشهد فى الحرب
ويعود لنا ليذكرنا بأنه لازال فى خطوته يضم وانها كبرت واصبحت ام
ثم الشطر العبقرى
( زمان ضناهم فى المدرسه كنز الاوطان )
حقيقه اشعر بقشعريره تسرى فى جسدى عندما استمع الى تلك الشطر لان عمنا حداد يراهن على الكنز الفعلى للوطن فى اطفالنا فالوالد يدفع ضريبه الدم للوطن ويحتفظ بكنز فى بيته للوطن متمثلا فى ابنه كنز الوطن ( كم كنت نقى يا عم حداد )
الجزء الاخير من اكثر الاجزاء اهميه فهو الجزء الخاص بتربيه رجال قادرون على الدفاع عن وطنهم دون اكليشهات وكلمات مباشره سقيمه ممله ومكرره فعمنا حداد يرى فى ان تربيه اشخاص صالحين هم لب وعماد اى وطن
نحضن ولادنا ولا نخلى حنيه وذوق
نكبر معاهم ونغنى لقدام ولفوق
يادى العيون اللى بتقرا فى كتاب الشوق
الدنيا خضرا ومش فاضل على بكره زمان
زمانه ماشى بخطوه يضم
زمانها كبرت وبقت ام
اصل الحكايه حكايتنا ابنى الانسان
الموسيقى :-
لحن الاغنيه  ( عبد العظيم عويضه ) واحد ممن اثروا حياه منير الفنيه بألحان بسيطه لكنها فى حد ذاتها شديده العمق وهو الملحن الذى كان دائما ما يأتى فى الوقت القاتل لكى يصيغ لنا لحن شجى بكلمات مهمه فلم امسك هذا الرجل متلبسا بتلحين اغنيه تافهه مره فهو صاحب روائع فى حياه منير اذكر منها ( الناس نامت ) ( اتحدى لياليك ) ( فين الحقيقه )
ويكفى انه ملحن واحده من اهم اغنيات منير على الاطلاق فى وجهه نظرى ( الناس نامت )
وزع الاغنيه فرقه يحيى خليل فالتزم يحيى خليل برتم بث فينا روح الجهاد قليلا خصوصا وانك تحس ان الرتم يقترب من المارش قليلا مع صولو الكى بورد متمثلا فى فتحى سلامه وعبد الغنى المهدى ورومانى كريشنا  ( عازف الباص الهندى ) وصنعوا اغنيه متناغمه لا تعتبر فتحا موسيقيا جديدا لكنها اغنيه شرقيه بحته تشبهنا كثيرا بل اغنيه صنعت خصيصا لكى تحكى لنا حكايه كل بيت مصرى ضحى بشهيد او صنع بطل مصرى اتى لنا بأعظم انتصار فى تاريخ مصر الحديث
فريق عمل الاغنيه
كلمات / فؤاد حداد
الحان / عبد العظيم عويضه
توزيع / فرقه يحيى خليل
البوم ( برئ انتاج سونار 1986 )

                                                                                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق