قليله هى الاغنيات التى تصمد عبر الزمان وقليله اكثر تلك
الاغنيات التى تستقر فى الوجدان وتجذب مستمعون جدد لها اغنيه اليوم اغرب مافيها هى
انها اشهر من مطربها وهذا لن تصادفه كثيرا فهناك اغنيات تأخذ شهره اكثر من مطربيها
فتعرف الاغنيه لكن تقف حائرا امام الاسم وهناك مثال قديم على ذلك فأغنيه غريب
الدار مثلا من الممكن ان تقول ان مصر كلها استمعت الى تلك الاغنيه وتعرفها وتحفظها
جيدا لكن لو علمت استقصاء عن اسم المطرب سوف تندهش ان الغالبيه والسواد الاعظم لن
يعرفوا الاسم الحقيقى او سوف يرجحون اسماء اخرى
اغنيه اليوم هى الغربه والتى اشتهرت اكثر من مطربها
المطرب والملحن اسماعيل البلبيسى
فى حياه كل مطرب اغانى والبومات مهمه لكن اغنيه اليوم هى
اشهر اغنيه غناها اسماعيل البلبيسى والغريب فيها ان قد تسمعها فى كل وقت وكل حين
ويبدوا اسم المطرب عائقا كبيرا امام تذكره وهذه من الاشياء الغريبه التى تتمتع بها
اغنيه اليوم اعرف ان المتخصصون والمهتمون بالشأن الموسيقى يدركون ويعرفون اسماعيل
البلبيسى جيدا لكن انا هنا اتحدث عن اشكاليه بين علاقه المطرب والعمل الفنى ومن من
يستمد القوه فهل العمل الجيد يفرض نفسه ام المطرب هو الذى يجبر المستمع طواعيه
بالطبع على التعاطى والتعامل مع فنه بغض النظر عن كونه جيد ام ردئ
كتب اغنيه اليوم احد اهم شعراء التسعينات واحد مثيرى
الجدل بكلماتهم الغريب عنتر هلال الكل وضعه فى زاويه خاصه ومختلفه دون الاستفاده
من امكانياته وقدراته فهو ان كان انسان ساخرا وفنان شامل بمعنى الكلمه الا ان
استغلاله تجاريا اثر على تجربته الغنائيه بشكل كبير فلم يخرج لنا عنتر هلال كامل
طاقاته الفنيه وتفرقت موهبته مابين خلافات مع الرقابه على الفاظ معينه يستخدمها فى
اغنياته ومابين نقاد يهاجمون اشعاره على انها تمثل احد اشكال الهبوط الفنى ومابين
وسط فنى لايبحث عن الجيد اكثر مايبحث عن الاغنيه التى تنطلق بسرعه الصاروخ ولا
مشكله فى ان تهوى وتسقط فى اقل من شهر
عنتر هلال كتب اغنيه للتاريخ واعتقد ان الاغنيه لازالت
حاضره وبقوه فموضوع الغربه لم ينتهى فالغربه اشكالها متنوعه وان كانت الاغنيه
كلماتها تعنى الغربه خارج الاوطان لكننا الان اصبحنا نعانى من غربه اشد واقسى داخل
الاوطان
عنتر هلال كتب بشخصيته الشعريه الحقيقه فأن كان هو فى
الحقيقه انسان ساخر ودائما مايسخر من اوضاعنا واوجاعنا والامنا ويحاول ان يمنحنا
بعض السعاده او البهجه فى بعض اغنياته الا ان عنتر هلال الشاعر الحقيقى بداخله حزن
عميق ودفين ظهر جليا فى تجربته الاستثنائيه مع المطرب الجميل محمد محى وكان سببا
رئيسيا فى وضع محى فى زاويه مختلفه فمن يصدق ان من كتب بابا اوبح وكامننا هو الذى
كتب انا عمرى ماتمنيت او حلوه الحياه او لسه فاكر او ان الاوان وبالطبع اغنيه
اليوم الشجيه والحزينه جدا
عنتر هلال اتحفنا ببنيه كلمات مختلفه بعض الشئ ولو كتبت
كلمات الاغنيه سنجد انها مقسمه الى ثلاثه اجزاء
انا م البدايه يا غربه بتحمل
وخلاص كفايه صعب ان انا اكمل
طريق يقرب لقلبى مناه
خد عمرى بين لياليه ( طريق )
خد عمرى بين لياليه وتاه
يا
ماكان منانا نتلاقى ونقرب
وعشان
هوانا برحل وبتغرب
واعيش
غريب وطال الليل معاه
جريح
ومن غيرك ( اعيش )
جريح
ومن غيرك دواه
مجروح وراجع مدى الايدين حنى
والروح مواجع وانامين يطمنى
ناديت فى البعد ضاع صوتى وصداه
ردى على قلبى ناديت
ردى على قلبى نداه
قسم اسماعيل البلبيسى اللحن الى تيمتين لحنيتن فى كل جزء
من الاجزاء الثلاثه واعتقد انه برع جدا فى التيمه الثانيه التى كانت اعمق واقوى
خصوصا فى الجزء الخاص بتجزئه الكلمات فى الفقره الثانيه من كل جزء
طريق يقرب لقلبى مناه
خد عمرى بين لياليه طريق
خد عمرى بين لياليه وتاه
واه
اداء اسماعيل البلبيسى كان اكثر من رائع ولاتملك الا ان
تصدقه فى تلك الاغنيه تماما وهذا اعتقد ان سر نجاحها هو صدقها التام جدا على الرغم
من ان اسماعيل البلبيسى كان يقدم نفسه على انه مطرب يغنى اغانى شعبيه خفيفه تلائم
جو تلك الفتره الا ان تلك الاغنيه واغنيه الحياه تحس انهم محلقان تماما خارج نطاق
الالبوم ( ِشاهدين )
وزع اغنيه اليوم احد اهم موزعى موسيقى الجيل او كما يطلق
عليها النقاد االاغنيه الشبابيه الموزع الموسيقى طارق مدكور
طارق مدكور دائما ماكان فى تلك الفتره هو البديل الجاهز
لرقم واحد فى سوق الموزعين الموسيقين فى
تلك الفتره حميد الشاعرى ودائما ماكان يكون هو المنقذ لالبومات كثيره تأخرت اما
لانشغال حميد او لايقافه من قبل نقابه المهن الموسيقيه وظهر هذا جليا فى البومات
فارس والبومات علاء عبد الخالق ومطربين كثيرون كانوا يروا فى طارق مدكور امتداد
طبيعى لنفس المدرسه الحميديه
طارق مدكور حاول واجتهد الا يكون نسخه متطابقه من حميد
وصنع لنفسه اسلوبا مميزا اينعم هو خريج نفس المدرسه وابن بار لتلك الفتره
بشكلهاالموسيقى لكنه حاول ان يكون له شخصيه وبصمه مميزه فى اعماله
اغنيه اليوم برأيى من اهم اعمال طارق مدكور فى حياته ولن
ابالغ واقول ان موسيقى الاغنيه والتيمه الموسيقيه المميزه التى وضعها فى بدايه
الاغنيه والتى كانت عباره عن حوار مميز بين العود والكوله فى تناغم مميز خلفه رتم
مقسوم رزين بعض الشئ عن مقسوم تلك الفتره المزحوم بحليات ايقاعيه اخرى الا ان طارق
مدكور اعطى ثقلا بتلك الاغنيه اعرف انه لم يضع خط وتريات ولم يستعن برفيقه فى
كتابه الوتريات فى تلك الفتره الموزع ( محمد عرام ) والذى اشترك وضع معه وتريات البوم
عمرو دياب (ياعمرنا ) الان انه لم يشعرنا بأن الهارمونى خال تماما بل كان يبرع فى
بث بعض الوتريات الكى بورديه الهلاميه التى كان يلجأ اليها بعض الموزعين بدلا من
كتابه خط وتريات كامل
اغنيه اليوم تعتبر واحده من اهم اغنيات التسعينات
واشهرها حتى الان فأن كان هناك اغنيات اندثرت ولما تعد لها صدى الا ان تلك الاغنيه
تجذب لها مستمعين حتى الان حتى وان كانت من انتاج التسعينات
كلمات / عنتر هلال
الحان وغناء / اسماعيل البلبيسى
توزيع / طارق مدكور
البوم شاهدين
انتاج صوت الدلتا 1993