Powered By Blogger

الخميس، 14 نوفمبر 2013

ياليله عودى تانى ( محمد منير )



فى العام 1983 انتج محمد منير تحفته الموسيقيه ( اتكلمى ) حقيقه البعض يقول ان ( شبابيك ) هو الالبوم التاريخى لمنير وانه اقوى البوم غناه منير طيله مشواره الذى تخطى الثلاثون عاما لكن يبقى البوم ( اتكلمى ) فى وجهه نظرى الشخصيه هو اقوى البومات منير قد تتفق او تختلف معى فى ذلك لكنى ارى ان هذا الالبوم هو طفره موسيقيه فى تلك الفتره لدرجه انى عندما اعيد الاستماع الى تلك الالبوم مره اخرى يبهرنى هذا الزخم الموسيقى الذى قدمه الموزعين والموسيقين داخل الالبوم وتنوع حالات ومضامين الغناء داخل الالبوم وارى انه تحفه موسيقيه صعب ان تتوقع انها من انتاج العام ( 1983 ) .

اغنيه اليوم هى حاله موسيقيه فلته واغنيه استثنائيه من شاعرها ( عبد الرحيم منصور ) وملحنها ( الحاج / احمد منيب ) وموزعها العبقرى ( فتحى سلامه )
الاغنيه هى ( يا ليله عودى تانى )

حقيقه انا ارى ان شاعر الاغنيه هو اكثر شعراء الاغنيه المصريه الحديثه حميميه وصدقا وطهرا فى التعبير عن مكنونه الشعرى بغض النظر عن كونه ابن لمنطقه خاصه فى مصر ( صعيديه ) لكن الفاظه لاتحس بها الغرابه فهو يدخل فى مشاعرك واحاسيسك ويعبر عنها ببراعه وصدق وطهر فى اغانى اراها هى الانقى كتابه فى تاريخ الغناء العربى ولو تابعنا اشعار هذا العبقرى المظلوم والمتجاهل اعلاميا سنجد انفسنا امام شاعر متفرد وحاله خاصه جداا يعبر عن احزان وافراح البشر فى العموم ولم اكن اتعجب من دراستى لشعر هذا الرجل انه كان دائما الحديث بصيغه الجمع فى اشعاره فتاره اراه يريد ان يشاركنا افراحه او احزانه وتاره اراه يتحدث الى ويقول انه يشعر بى وان حزن البشر ده حزننا .

الحان الاغنيه هى من احلى الحان الحاج / احمد منيب ومن احلى ماادى منير فى حياته اللحن عكس حاله الكلمات بشكل غير مسبوق ولما لا واحمد منيب كان السهل الممتنع يدخلك فى جو الاغنيه بلحنه الشجى وفى رأيى ان الحاج احمد كان يحس مايكتب فيطلق العنان لبنات افكاره لتصيغ وتبدع لنا الحان كانت هى العمود الفقرى لغناء منير بالكامل وسطرت سطورا  من ذهب فى تاريخ موسيقى الجيل فالحاج احمد منيب كان طاقه نور تشرق على غالبيه موسيقى الجيل وليس غناء منير فقط ولا انسى ان حميد الشاعرى وهو من اخلص الناس لفن احمد منيب قال فى احدى حوارته التليفزيونيه من قبل انه تمنى ان يغنى تلك الاغنيه .


وزع الاغنيه ( فتحى سلامه )  احدى اضلاع فرقه يحيى خليل قبل انفصاله عنها وتكوين فرقته الخاصه
اكثر ماعجبنى فى الالبوم هو ان اثنان من فرقه يحيى خليل قاموا بتوزيع اغنيات داخل الالبوم ولم يتم نسبها الى فرقه يحيى خليل كان منهما ( فتحى سلامه ) والاخر كان ( عزيز الناصر ) عازف الاليكتريك جيتار فى الفرقه

فتحى سلامه يحتاج مجلدات ومجلدات لكى نحكى عنه وعن موسيقاه
فتحى سلامه خرج بموسيقانا الى العالميه فى هدوء ودون اى بروبجندا اعلاميه او تهليل او ادعاء فهذا الموسيقى العبقرى هو الوحيد العربى الحائز على جائزه جرامى الموسيقيه وتوزيعاته التى تعامل بها مع اغلب مطربى مصر تشهد اننا امام موسيقى متفرد نجح فى دمج موسيقانا المصريه مع اغلب انماط الموسيقى العالميه دون تشويه او احساس بأننا امام عمل مهجن او مسخ فنى
فتحى سلامه احيى الفلكلور المصرى وابدع فى اخراجه فى صوره حديثه واحيى ايقاعات مصريه قد قاربت على الانتهاء واستخدم كل امكانياته فى اخراج لنا موسيقى جديده فيها من الروح الشرقيه المضمون والشكل الخارجى مغلف بموسيقى حديثه

الاغنيه :-

البدايه التى صاغها فتحى سلامه بصولو التشيللو تشبه فتح باب ثم التصاعد الهارمونى فى التشيللو الذى صاحب الدخول والتشيللو الذى يقطر حزنا وشجنا خصوصا مع انهاء هذه البدايه بالتصاعد حتى دخول الباص جيتار وبريك الدرامز الذى جعلنا ندخل جو ومضمون الاغنيه بكل سرعه وسلاسه

اكثر ماعجبنى فى البدايه ان فتحى سلامه لم يطلق العنان للوتريات لكى تملاء فراغ الهارمونى بعد تيمه الباص الملعوبه ولكن مهد لدخول صوت منير  بكل سهوله ولم نجد فى الخلفيه سوى دفوف وتكنيك بسكاتو يلعب من الكمنجات حتى بريك الدرامز الذى يسلم الهارمونى للوتريات الرائعه من فتحى سلامه
اللزمه الموسيقيه التى صاغها بالوتريات تقطر شجنا حتى يدخل الباص جيتار الذى لم يهدأ طول خط الاغنيه بل كان ثقلا وعاملا مساعدا اكثر من رائع
فى اعاده اللزمه اطلق العنان فتحى سلامه لصوت الكى بورد من عزفه الشخصى وابداعه الخالص بعد ان استلم الرايه من صوت منير وصاغ لنا صولو رائع حتى اعاد لنا الكمنجات التى تشجينا وتبكينا
اكثر مايعجبنى فى موسيقى تلك الفتره ان مبدعيها لم يجنحوا الى صب الاغنيه فى قالب موسيقى واحد ولكنهم كانوا يميلوا الى تغيير شكل الاغنيه الموسيقى واطلقوا العنان للعازفين فيحسب لمنير ومن تعامل مع منير انه افرد مساحات رحبه للعازفين لكى يبرزوا امكانيات عزفهم داخل اطار الاغنيه دون فلسفه زائده وكلها عوامل اضفت على العمل الفنى براعه من عازفين لايملكون فقط موهبه العزف ولكن لديهم خيال خصب فى ارتجال صولوهات تضيف الى العمل الموسيقى المقدم

فى النهايه اعرف انى منحاز تماما وكليا لتجربه منير الموسيقيه التى اعتبرها تجربه تستحق الدراسه اكثر واكثر واراها تجربه متفرده صعب تكرارها لانها لم تعتمد على شخص واحد ولكن تلك التجربه المليئه بالزخم الشعرى والموسيقى تجربه متفرده محلقه لا تخضع لاى مقارنه لانها سوف تظلم الطرفين


فريق عمل الاغنيه
كلمات / عبد الرحيم منصور
الحان / احمد منيب
توزيع موسيقى / فتحى سلامه
البوم / اتكلمى انتاج ( سونار  1983 )



الخميس، 7 نوفمبر 2013

رحعت من السفر ( عمرو دياب )




اغنيه اليوم لم يكن لها وقع خاص عندى بشكل كبير لكن لها وقع كبير جداا عند جمهور عمرو دياب لانهم لاول مره يروا عمرو دياب يجنح الى التعامل مع ملحن وموزع موسيقى نجح مع اخرون خارح نطاق موسيقى الجيل واراد عمرو استثمار هذه النجاحات بالتعامل معه .

الاغنيه هى ( رجعت من السفر ) فى البوم ( راجعين ) حقيقه قبل التحدث عن الاغنيه اريد التحدث ولو قليلا عن تجربه عمرو دياب فى البوم راجعين حيث ارى ان الالبوم من اكثر الالبومات التى ظلمت فى تاريخ عمرو دياب جماهيريا رغم جودته الفنيه العاليه جداا ومن الممكن ان نقول ان عمرو دياب رأيناه لاول مره يغامر  فى البوم من البوماته ايضا كان الالبوم الوحيد فى فتره التسعينات لعمرو دياب والذى تعامل فيه مع عده موزعين مختلفين فى البوم واحد .

يكمن السر  فى وجهه نظرى فى ان الالبوم ظلم فى تاريخ عمرو دياب ان الالبوم وقع بين البومين كلاهما احلى من بعض فالالبوم السابق لراجعين كان البوم ( ويلومونى ) الذى كان بدايه انطلاقه اكثر من رائعه بأنماط واشكال موسيقيه جديده على موسيقى الجيل كلها بقياده حميد الشاعرى والالبوم الذى يليه كان ( نور العين ) وهو البوم طفره بكل مقاييس السوق وقتها وصعد بعمرو دياب الى افاق اخرى تخطى بها حدود الوطن العربى فظلم الالبوم الناجح فنيا جداا من وجهه نظرى والذى فشل جماهيريا للاسف رغم عشق بعض مريدى عمرو لهذا الالبوم

الاغنيه هى ( رجعت من السفر ) لاول مره نجد عمرو دياب ينجذب الى  موسيقي يتبنى تيار موسيقى يحلق بعيدا عن موسيقى الجيل فأن كنا نرى ان ( حميد وطارق مدكور وحسام حسنى ) مختلفين فى تكنيك التوزيع الموسيقى الا انهم ينتمون الى نفس مدرسه موسيقى الجيل فلم يحيدوا عن اطارها وان اختلفت الطرق فالاسلوب الموسيقى متشابه الى  حد كبيراما ياسرعبد الرحمن فهوعلى جانب اخر من موسيقى الجيل بكل اشكالها فهو مدرسه فنيه خاصه به هو لم يكن امتدادا لاحد او لم يكن ينتمى لتيار موسيقى معين  .

ياسر عبد الرحمن ملحن وموزع الاغنيه كانت تلك الفتره هى انجح فتراته على الاطلاق فبعد نجاحاته المدويه فى الموسيقى التصويريه لبعض المسلسلات التى علقت فى اذهان المشاهدين لفترات طويله ونجاحاته الساحره مع زوجته السابقه فنانه الاحساس الصادق ( حنان ماضى ) أيضا تعامله بكثافه مع على الحجار فى البومات سطرت تاريخا مبهرا وقويا فى مسيره على الحجار الفنيه كل تلك العوامل مجتمعه كانت سبب رئيسى فى ان يظهر ياسر عبد الرحمن على غلاف البوم لمطرب يختلف توجهه الموسيقى بشكل كبير عن موسيقى ياسر عبد الرحمن وان كان عمرو اراد ان يوازن الموضوع بشكل كبير فترك له اغنيه بالكامل لتلحينها وتوزيعها وهى التى نحن بصددها اليوم ( رجعت من السفر ) واسند له توزيع ( مايتحكيش عليها ) بالاشتراك مع ( طارق مدكور ) وان كان طارق مدكور قد وضع نوت الكومبو ( الرتم والباص والكى بورد ) ووضع ياسر عبد الرحمن نوت ( الوتريات ) وبهذا عرف عمرو دياب كيف يطوع امكانيات ياسر عبد الرحمن لصالحه واستغلالها فى غناء اغنيه دراميه ثقيله اللحن بتوزيع اوركسترالى يعتمد عليه بشكل كبير ( ياسر عبد الرحمن )  فى ( رجعت من السفر) وبين ان يطوع امكانيات ياسر عبد الرحمن ويكبح جماح تدفقه الموسيقى والزخم الذى يصنعه فى توزيعاته بأن يصنع اغنيه خفيفه اعتقد انها الباقيه فى تاريخ الالبوم كله ( مايتحكيش عليها ) مع اغنيه اليوم ( رجعت من السفر )

الكلمات للشاعر ( مدحت العدل ) الذى كان له تاريخ مميز مع عمرو دياب وفى تلك الحقبه من التسعينات على وجه التحديد ويمكن ( مدحت العدل ) تاريخه القوى جداا مع عمرو دياب ينحصر بين اغنيتين الاولى هى الاغنيه التى نحدد بصددها اليوم ( رجعت من السفر ) واغنيه ( نفس المكان )  والالبوم الرائع لفيلم ( ايس كريم فى جليم )
رغم عدم تفاعلى الكامل مع كلمات الاغنيه التى صاغها ( مدحت العدل ) الا اننا نرى عمرو دياب يجنح بكلمات تميل الى الدراميه والى حكايه قصه بشكل مفصل ولعب ( مدحت العدل ) بالكلمات التى الهبت عواطف غالبيه مستمعيها نظرا لاننا نعشق تلك الانماط من الاغانى فما بالك بأغنيه يغنيها ( عمرو دياب )

حقيقه انا استغربت من تعامل فنى يجمع ( مدحت العدل ) ب ( ياسر عبد الرحمن ) لكنى وجدت اغنيه اخرى فى البوم ( حنان ماضى ) ( احساس ) الذى صدر تقريبا فى نفس العام او قبله بعام من كلمات ( مدحت العدل ) والحان وتوزيع ( ياسر عبد الرحمن ) وكانت اغنيه ( كان وكان )


موسيقى الاغنيه من اول حرف موسيقى تعرف انك امام موسيقى ( ياسر عبد الرحمن ) وقد تعتقد انه على سبيل الاقتباس او القص واللزق من اعمال اخرى لكن ( ياسر عبد الرحمن ) دائما مايصبغ اسلوبه الموسيقى المعروف فى غالبيه اغانيه

من اول حرف موسيقى وصوت الكمنجه الذى يئن شجناا والذى صار التيمه المميزه ل ( ياسر عبد الرحمن ) منذ ان قام بعزفه  لاول مره فى موسيقى مسلسل ( المال والبنون ) والذى تفاعلنا مع موسيقاه التصويريه

اللحن اقوى ما فى الاغنيه حقيقه وقام بأدائه  ( عمرو دياب ) بشكل ممتاز جداا ولم يحاول عمرو ان يستعرض لانه يعرف امكانيات صوته جيدا فلم يجنح الى الاستعراض خصوصا وان لحن الاغنيه قد يغرى اى مطرب للاستعراض

لا اعرف لماذا يصر ( ياسر عبد الرحمن ) على استخدام ( التمبانى ) اله ايقاعيه تستخدم دوما فى الاوركسترا لخلق حاله التصاعد الموسيقى فى الهارمونى رغم انه يكتب خط كمنجات غايه فى الروعه والابهار لكنه يبدو انه اسلوب موسيقى ينتهجه فى غالبيه موسيقاه لذا كانت قفله الشطره كموسيقى  مزعجه للاذن بشكل كبير جداا ولا اعرف لماذا يصر ( ياسر عبد الرحمن ) على تلك القفله فى غالبيه موسيقاه

لحن الكوبليهات قمه فى الرقى وفى الروعه ومن احلى الالحان التى اداها ( عمرو دياب ) لكن لا اعرف لماذا استخدم ( ياسر عبد الرحمن ) الدفوف بطول خط الاغنيه واصر على استخدام صوت الكمنجه المشروخ والذى يقطر حزنا والما وكأن من طقوس الاغانى الدراميه ان تضع صوتا مجروحا او كمنجات تئن وكان من الممكن ان يستعيض عن كل هذا  بنفس خط الكمنجات مع وضع خط درامز لايف بطول الاغنيه مادام ( ياسر عبد الرحمن ) يعشق استخدام الالات بشكل لايف وهو يملك القدره والامكانيات التى تجعله يصنع موسيقى اكثر روعه دون الحاجه لحشر وتجسيد الحاله بشكل يشبه الموسيقى التصويريه

رغم انى لا اتفاعل مع الاغنيه بشكل كبير الا انى اعرف انها تحتل مساحه كبيره جداا لدى عشاق ( عمرو دياب ) واعرف انهم ينظرون عليها على انها من الاغانى التاريخيه فى سجل ( عمرو دياب ) الفنى رغم ان ياسر عبد الرحمن لم يستفيد فنيا بتعامله مع ( عمرو دياب ) من الممكن ان يكون استفاد ماديا او استفاد جزء من الشهره كانت تنقصه فى تلك الفتره و لكن (  عمرو دياب ) استطاع ان يضع اسم كبير مثل ( ياسر عبد الرحمن ) فى تاريخه الفنى واستفاد من موسيقاه جداا لخصوصيتها الشديده والتى تحمل بصمته الفنيه المميزه جدا.

فريق عمل الاغنيه
كلمات / مدحت العدل
الحان / ياسر عبد الرحمن
توزيع / ياسر عبد الرحمن
غناء / عمرو دياب
البوم ( راجعين 1996)
انتاج ( صوت الدلتا ) 




الجمعة، 1 نوفمبر 2013

اغنيات فى الذاكره محمد محى كل مافيا



 شكرا لمدام تيتى مرسى على اهدائها كلمات الاغنيه بخط الشاعر الراحل

كل مره كنت اتعقب فيها مسيره شاعر ساهم فى انتشار مايعرف بالموسيقى البديله وكان من اهم اعمده ثوره الموسيقى التى حدثت اواخر السبعينات حتى الثمانينات كنت دائما كنت اكتشف اننا وسط مناخ عام يمتلك ذاكره سمكيه تجاه المبدعين الحقيقين ويمتلك ويا للاسف ذاكره حديده تجاه اشباه الفنانين حتى عندما تعرج على شبكه الانترنت لاتجد المعلومات الكافيه عنهم وتبدأ رحله معاناه لذيذه فى البحث والتقصى والتوثيق لانتاج هؤلاء المبدعون ومحاوله اعطائهم قدرهم وحقهم الذى يستحقونه

اغنيه اليوم هى كل مافيا  والتى  نحتفى بها بذكرى رحيل الشاعر الكبير مرسى السيد وغناها محى فى البومه الاستنثنائى ( اغلى الناس )
حقيقه انا استثنيت هذا الالبوم من دون بقيه البوماته لعده اسباب منها انه اول البوم لمحى من انتاج شركه روتانا بعد انفصاله عن شركه هاى كواليتى والتى كانت هى المنتجه لالبومات محى الاولى وايضا الحدث الابرز فى الالبوم هو اختفاء صانع نجاحات مع محى ويعتبر شريك نجاح محى فى  الالبوماتالسابقه الموزع الموسيقى حسام حسنى والذى كان اخر عهده مع محى فى البوم روح قلبى اخر البومات محى مع هاى كواليتى ولا اعرف ان كان الانفصال سببه انتاجى بحت ام خلاف فنى وان كنت اعزى ذلك لاسباب انتاجيه على الرغم من اخر البومات حسام حسنى من انتاج روتانا نفس الشركه المنتجه سبب اخر هو اعتماد محى على طارق مدكور الذى ينتمى الى نفس المدرسه الموسيقيه لحسام حسنى

دائما ما كنت ارى محى فى زاويه منفصله وخاصه جدا عن بقيه جيله ويحسب له الاستمراريه حتى الان لان محى وتجربته الفنيه اخذت منحنى صعود منذ البدايات ولم يصعد بسرعه صاروخ ويهبط بنفس السرعه بل بالعكس محى من البدايات وهى يعى مشروعه الفنى جيدا فمنذ البدايات وهو يعرف كيف ينتقى اغنياته جيدا بل والادهى من ذلك انه لم يكن يجد اى غضاضه فى ان يغنى الحان قديمه فلكوريه او حتى يعيد غناء اغنيات قديمه غنت من قبل وهذا هو سر تفرد محى عن بقيه جيله ان محى كان يعرف كيف يطور وينمى تجربته الفنيه جيدا
الكلمات :-

مرسى السيد هو من أقوى شعراء جيل الثمانينات وكان له باع طويل في انتشار الاغنيه البديلة التي حلت محل الاغنيه الكلاسيكية فهو كان شريك اساسى وأصيل في إبداعات فرقه المصريين لدرجه انه سمي بأسم شاعر المصريين لكثره الاغانى التي كتبها لفرقه المصريين ونجح في كسر النمط الكلاسيكي البحت في الموضوعات والتحليق خارجها بل والاعتماد على موسيقى جديدة في كلمات الاغنيه والإتيان بألفاظ قلما ما نجد من يطرق أبواب تلك الكلمات
مرسى السيد استطاع ان يعطينا درسا فى كيفيه ان تتعامل مع فكره قديمه بأسلوب جديد تماما وبمجموعه تراكيب والفاظ تذكر لاول مره فى اغنيه مصريه
فى كل كوبليه استطاع مرسى السيد نقل صوره مبسطه وعميقه فى نفس الوقت عن كل شىء يخص الحبيب مشتاق لمحبوبه بل وزاد على ذلك بالربط بين كل شيئين ذكرهم فى كل شطر من الشطرات
ففكره التحدى والامر الذى ذكرها فى بدايه الكوبليه الاول منطقيه جدا
حتى حيطانى وتصاويرى    ( علاقه بين الحائط وبين الصور المعلقه عليها )
صوت جيتارى وعصافيرى   ( اصوات منغمه )
ونور اباجورتى وسريرى  ( شيئان ماديان بجانب بعضهما البعض )
تسلسل افكار  دون ان يخل بالمضمون او ياتى بلفظ خارج او يستعصى على الفهم

الكوبليه الثانى فكره الربط بين الترجى والحلم الذى ذكرها منطقيه جدا ايضا
حتى مرايتى ودواليبى
حبر اقلامى ومكاتيبى
كل الحاجات اللى فى جيبى
حتى بطاقتى الشخصيه
كل شىء ذكره له علاقه بالاخر
مرسى السيد احد اهم من اعطوا تجربه محى شىء من العمق على الرغم من انه تعامل مع محى فى خمسه اغنيات منهم اغنيه اليوم الا انهم كلهم يحسبوا فى تاريخ محى الفنى وكان لهم تأثيرا كبيرا فى تجربه محى الفنيه
فمنذ البدايه مع اغنيه ( نداء ) و  التى اختارها محى بنفسه بعد ان سمعها من القاء مرسى السيد فى الالبوم المنسى فى تاريخ الغناء العربى ( معرفتك انتحار) والذى كان بدايه جديده يلقى فيها شاعر بقصيده طويله فى فواصل بعد انتهاء الاغنيه والتى شكلت كلماتها اول الصادمه جدا اول خطوات محى لكى يثبت انه مطرب جرىء
مرورا بأغنيه اليوم والتى كتبت بأسلوب جديد تماما وبألفاظ وصور وتراكيب مختلفه عن السائد مرسى السيد كان لابد ان يترك بصمه جديده ويأتى بالطرح الطازج الذى لم يطأه قلم شعرى من قبل
كلمات الاغنيه حقيقه تستحق ان تحتل صداره الاغنيه واراها عناصر الاغنيه فالبرغم من ان موضوع الاغنيه تم تناوله من قبل مئات بل قل الوف المرات الا انك تقف فى تلك المره امام تناول مختلف تماما وصيغه جديده

موسيقى الاغنيه جائت بنت زمنها زمن تسعينات القرن الماضى حيث تألق المقسوم بكل حلياته مع خط وتريات شكل الجانب الرئيسى لخلفيه معظم اغانى التسعينات
لحن الاغنيه محمد محى وحقيقه محى اراه اجدر شخص او احق شخص بتلحين كلمات مرسى السيد فمحى كان وفيا ولازال وفيا لهذا الرجل الذى شكلت اغنياته فى تجربه محى منحى هاما واعطت تجربه محى بعضا من العمق  وان كانت عددها لا يتعدى اصابع اليد الوحده مع محى الا انها اغانى كانت فارقه فى تاريخ محى الفنى

وزع الاغنيه كلا من طارق مدكور الذى حل محل حسام حسنى فى تلك التجربه الجديده لمحى بعد انفصاله الفنى عن حسام حسنى ومعه محمد عرام الذى كان يشكل ثنائيا فنيا مع طارق مدكور فى وضع خط الوتريات لاغانى مدكور ولا ننسى اشتراكه مع طارق مدكور من قبل فى توزيع البوم عمرو دياب يا عمرنا
حقيقه طارق مدكور ياتى من نفس المدرسه الفنيه التى اخرجت لنا حسام حسنى لذا اختيار محى اعتقد انه كان معتمدا على شخص ينتمى لنفس الفكر وان كان يطبق بشكل مختلف عنه الا انهم نفس التراك الفنى ع الاقل
مدكور اتحفنا برتم مقسوم تسعينى يعيد الينا الذكريات الى تلك الفتره كلما نعيد الاستماع اليها بالاضافه الى خط وتريات القوى جدا من عرام والذى اعطى توزيع الاغنيه بعض من القوه

حقيقه تلك الاغنيه وان كانت تعتبر من اغانى محى الخفيفه موسيقيا الا ان كلمات مرسى السيد كانت سبب مباشرا فى جعلها تحتل ذاكرتنا الفنيه

كلمات / مرسى السيد
الحان / محمد محى
توزيع / طارق مدكور
وتريات / محمد عرام
البوم اغلى الناس انتاج روتانا 1998