Powered By Blogger

الأحد، 5 يونيو 2011

روحى وحبيبتى ( ايمان البحر درويش )

 
 
 
 
عندما فكرت منذ عامين تقريبا فى بدء مشروعى فى الكتابه عن اغنيات فى الذاكره كانت ذاكرتى تعج بالعديد والعديد من الاغنيات والتى كنت استدعيها فى كل مره ابدأ فى الكتابه عن اغنيات تلك الفتره .

حقيقه فى زاويه وركن خاص من ذاكرتى خزنت حوالى خمسه عشر اغنيه كنت ومازلت اراهم هم اقوى ماسمعت فى حياتى وكنت اراهم اغنيات ذات زخم فنى ( شعر وموسيقى وغناء ) وبهم من التحريض والاغراء مايكفى لكى تنتزع تلك الاغانى الاقلام للكتابه عنها لكنى كنت دائما ما اصادف مشكله لم اجد لها حل وهى عندما اهم بالكتابه عن اغنيه اجد اغنيه اخرى تطفو فوق سطح ذاكرتى فأترك ما بدأت لانتهى بكتابه اغنيه اخرى تماما

وحقيقه لم اصادف تلك المشكله مع تلك الخمسه عشر اغنيه حيث اننى لم اهم بالكتابه عنهم مطلقا ويمكن انا اعتبرهم مجرد ذوق شخصى بحت لا اريد ان ازحم ذاكره القارىء بهم او حتى قد لايعجبوا القارىء من الاساس



لكننى اليوم وجدت نفسى ملتبسا بالكتابه عن اولى اغنيات  تلك ال Play List  الخاصه جدا بى  ويمكن تلك الاغنيه تحديدا من اولى الاغانى التى تمنيت الكتابه عنها لكنى ااجلت الموضوع حتى اشعار اخر واعتقد انه ان الاوان لكى افسح المجال لتلك الاغانى الخمسه عشر وان اكتب عنهم فى برؤيه مختلفه وبزاويه مختلفه تماما قد اكون حافظت على نفس النسق فى الكتابه عن اغنيات تلك الفتره لكننى اعتبر تلك الاغنيات هى اغنياتى الخاصه التى اصر على الاحتفاظ بهم فى ذاكره عقلى وفى ذاكره هاتفى ايضا



اغنيه اليوم هى ( روحى وحبيبتى ) لايمان البحر درويش والتى صدرت فى العام 1991 فى الالبوم الاستثنائى ( لحظه ) والذى اعتبره ثانى اهم البومات ايمان البحر درويش على الاطلاق



ايمان البحر درويش صوت صاحبنى منذ الصغر كنت استمع اليه بجانب ( الحجار ومنير ) بصفتهما الاول والاول مكرر عندى كاهم اصوات مصر فى الثلاثون عاما الماضيه وكنت ولازلت ارى فى ايمان البحر درويش خط موازى لهم بجانب نبره صوته الدافئه جدا والتى تدخل القلب دون استئذان على الرغم من انى كنت  اضع تصنيف غريب بعض الشىء للخماسى المرعب ( منير والحجار والحلو ومدحت وايمان البحر درويش ) فقد كنت ارى ان الحجار ومنير هما وجهان لعمله واحده من حيث المشروع الفنى المعتمد على الكلمه والموسيقى والابحار ضد التيار بأغانى تتحدث عن الوطن والحبيبه والغربه والاصدقاء والاحلام والطيور وكنت ارى فى الحلو ومدحت صالح مشروع مطرب حقيقى يعتمد على براعه تكنيك الصوت والاداء العبقرى المذهل والحضور القوى جدا بأغانى قويه  واداء مبهر واداء يتحرر من الكلاسيكيه لكى يبرز لنا كلاسيكيه اخرى محببه بعيدا عن الانماط والاشكال التقليديه التى كسرتها الاغنيه البديله  وكنت ارى ايمان البحر درويش المشروع الذى دمج كل تلك المشاريع الفنيه فى تجربته الذاتيه فهو يمتلك صوت كلاسيكى محبب وصوت قوى جدا بالاضافه الى اهتمامه بما يغني من كلمات واهتمام اخر بالموسيقى وكنت اراه  فى زاويه منفصله بعض الشىء عنهم فهو اخذ منهم احلى مافيهم وبقى ايمان البحر درويش فى ذاكرتى احد اهم من شكلوا مفهومى الخاص بجانب الرباعى السابق عن الغناء بشكل عام لذا اطلقت عليهم الخماسى المرعب .



الاغنيه كتب كلماتها  الشاعر الرقيق ( ابراهيم عبد الفتاح ) احد اهم شعراء مصر فى الثلاثون عاما الماضيه واحد ارق الاصوات الشعريه التى تبحر بنا لافاق رحبه واسعه وفى رأيى ان جمال شعره ورقته تضاهى قوته وقوه الفاظه وطرحه الجديد بأستمرار وتناول غير معتمد على الاستهلاكيه فى الكتابه





ابراهيم عبد الفتاح احد اهم من تناولوا فى اغنياتهم الثنائيه التى اشتهر بها هذا الجيل من الشعراء مثل ( عماد حسن وعوض بدوى ووائل هلال ومحمد فضل )  والمتمثله فى الوطن والحبيبه فالاغنيه من الممكن ان تجد نفسك تفهم من سياقها ان تغنى للحبيبه او قد يصلك مفهومها على ان الحبيبه المقصوده هى الوطن واغلب هذا التيار الشعرى كان يرى ان الوطن هو الحبيبه وان الحبيبه هى الوطن ولا يسهبون فى شعارات جوفاء رنانه ليتغنوا بحب الوطن بل كانوا عشاق يحترمون ذاتهم فى عشقهم فهم ان خانتهم الوطن او الحبيبه لم يتعامل بمنطق نواح او بمنطق جلد ذات بل صاغوا لنا كلمات هى الاهم كتابه فى تاريخ الاغنيه المصريه الحديثه ويمكن انا اعتبر ان تلك الفتره من بدايه الثمانينات وماعرف بالاغنيه البديله وحتى اوائل التسعينات هى احلى فترات الاغنيه المصريه كشعر وكموسيقى ايضا

 

الاغنيه صاغها ابراهيم عبد الفتاح بصوره شعريه جديده تماما فصدمنا فى البدايه واذهلنا بالدخول الرائع الذى جسد فيه موضوع الاغنيه   


( أنا وقتى خارج م الوقت وانتى

 فى توهتى وضياعى ماكنتيش مدينتى

سكنتك وليه ف حضن غيرى سكنتى )



السهل الممتنع اسلوب سرد بسيط جدا وصعب جدا وحقيقه تلك البدايه احالتنى الى موضوع اخر وهو العلاقه بين العنوان ومتن النص ذات نفسه فدائما كنا نرى ان الاغنيه تسمى بأول كلمه منها سواء كانت كلمه واحده او حتى جمله مكونه من مبتدأ وخبر ويمكن الرقابه على المصنفات الفنيه قد اجبرت الشعراء على تسميه الاغانى بأول كلمات فيها اما اغنيه اليوم فعنوانها هو اخر جمله فيها كلها وهذا اسلوب مشوق جدا  لا ينتهجه الكثيرون بل واجد ان تسميه الاغنيه بأخر جمله فيها به نوع من الاثاره والتشويق



فى رأيى صاغ ابراهيم عبد الفتاح الاغنيه للوطن وليس للحبيبه ويمكن كما ذكرت سابقا فى بدايه حديثى عن الاغنيه انه فى حقبه زمنيه كانت تغلب على الشعراء تلك الثنائيه الرائعه ( ثنائيه الوطن والحبيبه ) لكنى اعتقد واكاد اجزم بأنها كتبت للوطن خصوصا وان الاغنيه مليئه بالحنين والغربه والتيه والولع بمحبوبه خائنه لكننا وبطبعنا قد لانغفر خطأ الحبيبه فى اغلب الاحيان لكننا فى كل الاحيان نغفر خطأ الوطن وهذا ما وصلنى من المقطع الاخير فى الاغنيه والتى تحولت معه دراما الاغنيه فبعد صدمه المقطع الاول



خلعتى النقوش والرتوش والاساور

وانا وسط موجك بحاول واحاور

وعليت رياحى ماكنتيش سفينتى



والذى قد تعتقد ان الامر انتهى بالغرق فى بحر من الغدر والخيانه لشخص احب شخص ليسكن هذا الشخص دربا اخر غير دربه اتى ابراهيم عبد الفتاح ولا اعرف ان كان غير فى النهايه لكى تلائم الحدث او كان عن قصد لكى يشجينا بكوبليه من عاشق مثالى رغم ما تحمله الا انه فى النهايه قال



انا نبت قمحك وعارفك وقادر

اغير ملامحك ولا يوم اسافر

مافيش غيرك انتى اللى روحى وحبيبتى



ولا استعجب من ان كانت تلك الاغنيه هى بالاصل نص شعرى اقتطع منه ابراهيم عبد الفتاح هذان المقطعان وهما يحملان نفس القافيه بلا تغيير



تلك الاغنيه هى اهم اغنيه فى الالبوم واعظم مافى الالبوم برأيى واكثر اغنيه لفتت نظرى لسنوات وسنوات كنت دائما ما استدعيها واجدها من احلى ماسمعت فى حياتى فهى برغم حيره النهايه الصادمه صدمتنى الفاظها ايضا فرغم ان لفظ ( روحى وحبيبتى ) اكل عليه الشعراء وشربوا كثيرا الا انى لاول مره اراه موظفا بشكل يجعلك لا تشعر بأن تلك الالفاظ الفاظ استهلاكيه بحته بل جائت اهم ما فى الاغنيه كلها  بالاضافه بالطبع للبدايه العبقريه ( انا وقتى خارج من الوقت وانتى )



لحن الاغنيه اهم ملحن فى جيله واحلى صوت ملحن انا استمعت له وهو الراحل ( رياض الهمشرى ) لكل جيل فلته او الفه ( رياض الهمشرى ) كان الفه جيله بحق وحقيق ملحن من العيار الثقيل لا يعطيك لحنا تافها بل فى كل مره كان يفاجئنا بلحن جديد تماما ولحن شجى قوى جدا يتناسب مع الحاله التى يغنيها بالاضافه الا انه كان مشبعا بفللكوريه محببه فى الحانه وشرقيه مفرطه بالاضافه الى صوته الشجى الدافئ جدا

رياض الهمشرى تعامل مع الكلمات احلى مايكون فقام بتوصيف الكلمات بشكل اكثر من عبقرى وتصاعد مع الحاله فهو فى البدايه اتحفنا بتيمه لحنيه هادئه جدا بها كثير من العتاب واللوم للمحبوبه



حتى فى لحن المقاطع زاد انفعاله باللحن وتصاعد مع الحاله الشعريه خصوصا مع الجزء

وعليت رياحى وهبط بنا الى السكون مره اخرى

حقيقه لحن الاغنيه من احلى الالحان التى سمعتها فى حياتى



وزع الاغنيه احد اهم اضلاع تجربه ايمان البحر درويش وهو الموزع الموسيقى ( يحيى الموجى ) فهم كان بمثابه عمود الخيمه لفن ايمان البحر درويش واحد اهم موزعى مصر على الاطلاق



يحيى الموجى تعامل مع لحن رياض الهمشرى بشكل اعطانا الحاله كامله فهو فى البدايه اتحفنا بصولو تشيللو يئن جدا وبدأ من نقطه الصفر بحليه من الاكواستيك جيتار وخلفه تزحف الوتريات حتى تصل الى ذوره الحاله ثم ما تلبث الا ان تهبط مره اخرى ولم يعتمد على لزمه موسيقيه بل تصاعد فى اللزمه حتى الزخم الذى صنعه فى الخلفيه فى الكوبليهات حتى انفعال الوتريات ( فى عليت رياحى ) حتى الهبوط مره اخرى معه باص جيتار قوى جدا ورتم خفيف بسيط كان عامل مساعد جدا



حقيقه انا سعيد بالكتابه عن تلك الاغنيه التى اعشقها بشكل جنونى ويمكن اغانى ايمان البحر درويش كلها عندى فى كفه وتلك الاغنيه فى كفه اخرى وسعيد جدا انى بدأت فى الكتابه عن الاغنيات التى تلمس ذكرياتى انا شخصيا



فى النهايه احب ان اوجه جزيل الشكر الى عزيزى وصديقى وتوائم الروح ( شريف رشدى ) لمساعدته الجليله جدا فى ابراز هذا العمل وتوثيقه فله جزيل الشكر على تعبه معى وصبره على طلباتى الكثيره التى لا تنتهى ودام الود دون انقطاع ان شاء الله



فريق عمل الاغنيه


كلمات / ابراهيم عبد الفتاح

الحان / رياض الهمشرى

توزيع موسيقى / يحي الموجى

غناء / ايمان البحر درويش

البوم ( لحظه انتاج شركه امواج 1991 )