Powered By Blogger

الأربعاء، 23 مارس 2011

انه بكل بساطه عصام عبد الله



فى هذه الايام تمر الذكرى الخامسة عشر على رحيل عصام عبد الله في البداية حاولت أن افعل كما يفعل البعض في منح الألقاب للراحلين أو المبدعين بوجه عام لكنى وجدت نفسي عاجزا تمام عن إطلاق اى لقب على عصام عبد الله ففي كل مره اكتشف فيها نصا لعصام أو اسمع أغنيه كتبها  يزداد الإبهار وتزداد معه الحيرة في وصف هذا العبقري الراحل الذي نحاول أن نكتشف سر عظمته وسر تميزه وتفرده وبما أن الوسط الغنائي يمتلك ذاكره سمكية تجاه المبدعين الحقيقيين ويمتلك ويا للأسف ذاكره فولاذية تجاه أشباه الشعراء وأشباه المبدعين إلا اننى وبكل بساطه أجد أن عصام عبد الله لا يستحق سوى أن نطلق عليه لقب سوى ( عصام عبد الله )

عصام صاحب تجربه شعريه جديده تماما وغير مسبوقه لم يسبقه احد من الشعراء فى تكنيك الكتابه وتطوير طريقه السرد ولم يقدر احد على ان يقلده او يأتى بما انجزه عصام من تجربه شعريه شديده الخصوصيه والتفرد فى نفس الوقت .
قلت من قبل فى احدى مقالاتى السابقه عن عصام وتجربه انها تجربه ذاتيه بحته لم تكن مستنسخه من تجارب اخرى او تسير على نفس النهج والدرب وقلت انها تجربه Bulit In   فهو الوحيد القادر على الكتابه والصياغه بهذا الشكل وهذا التفرد وهذا التطور الذى احدثه فى الغناء المصرى بشكل يجعله فى كفه وكافه الشعراء من نفس جيله فى كفه اخرى .
صحيح ان عصام هو ابن بار لتجربه الحداثه فى الغناء المصرى ولكن عصام كان الفه فى تفرده وشعره وكان هو بطل شعره الاوحد فلم يكن امتدادا لاحد وصعب ان نستنسخ عصام اخر لاننا ببساطه لم نمتلك سوى عصام عبد الله فهو الذى احدث الانقلابه فى الصياغه الشعريه وتفسير الحالات النفسيه فى شعره بشكل يجعلنا امام سيناريو محكم متقن وامام ربط هام بين بيئه الحدث وبين القصه الاصليه التى يسردها .
فى تاريخ عصام الفنى الكثير والكثير الذى يجعلنا ان نتوقف امامه كثيرا ايضا بل فى كل مره تنبهر وتكتشف اشياء لم تكن تلحظها فى المره السابقه وان كان عشاق عصام يتفقوا على ان اعظم ماكتب عصام ( فى قلب الليل – وحدانيه – الطول واللون والحريه – كان احساسى صحيح – لو بطلنا نحلم نموت ) وقد وفقنى الله واستطعت الكتابه عن اثنان من تلك الاغنيات السابقه وهما ( الطول واللون والحريه – لو بطلنا نحلم نموت ) الا اننى ارى انى فى مهمه اصعب بكثير تشبه من يريد ان يتسلق جبلين فى اشد الاوقات حراره للوصول الى قمه هاتان الاغنيتان الا اننى ارى ان عصام يستحق ان نبذل الوقت والجهد لكى نحاول ان نرد له الجميل ومحاوله نفض الغبار عن اشعار اعتقد انها لو اخذت فرصتها الكامله فى الانتشار لبثت حاله من التغيير التام فى الوقت الذى بدأ الوطن بالفعل فى هدم كافه الموروثات التى خلفها نظام سابق من قمع وتضييق على المبدعين المعارضين ومحاوله ان نعطيه حقه قدر المستطاع وان نشرح للاجيال التى لم تسمع عن عصام وان نصل بصوتنا الى اغنيه بديله تحل محل الوسط الغنائى المهترئ الذى يغنى بطريقه ( سمك – لبن – تمر هندى )
انتظروا ان شاء الله تحليلات كامله عن اغنيات من اشعار الراحل عصام عبد الله نحاول بها تسليط الضوء على تجربه متفرده ومغايره لشاعر رحل عنا وترك لنا اغنيات غير عاديه نحاول ان نعيد اكتشافها مره اخرى  ونحاول ان نرد الجميل لشاعر ظلم وتجاهل عن قصد او عن غير قصد المهم اننا نحاول ان نعطيه القدر الذى يستحقه لانه وبدون مجامله يستحق الكثير والكثير

الجمعة، 11 مارس 2011

حلوه الحياه ( محــــى )



محمد محى مطرب له مكانه خاصه جداا فى قلبى وهو يكاد يكون اكثر مطرب استمعت الى اغانيه بعد مطربى المفضل والاثير ( محمد منير )ومطربى الاول مكرر ( على الحجار ) .

صوت محى صاحبنى  فى مراهقتى كثيرا وبشكل شبه يومى  ويمكن ان تقولوا انه كان نجم تلك المرحله بلا منازع رغم انى لم اتحمس الى صوته فى البدايه لكنى بدأت اتفاعل معه شىء فشىء بدء من البومه ( اعاتبك ) حتى صرت من عشاقه بعد البوم ( روح قلبى )   .

محى بالنسبه لى تجربه مختلفه تماما عن بقيه جيله فهو مختلف ومتفرد ومجدد للافكار فى كافه اشكال صناعه الاغنيه من شعر وموسيقى .

اغنيه اليوم التى سوف اتحدث عنها تحمل فى طياتها اول اطلاله حقيقيه احترافيه لموزع فذ صعد رويدا رويدا  حتى صار من افضل موزعى مصر حاليا وهو الموزع الموسيقى ( فهد ) ومحى كان اول من تبنى موهبه هذا الموسيقى الرائع مع الجميل جداا ( حسام حسنى ) ويمكن ان نقول على  فهد حاليا انه الفه جيله وواحد من ارقى الموزعين الموسيقين وان كان  (فهد )  ابن بار للتكنولوجيا الحديثه فى التوزيع الموسيقى فلم ينسى انه تربى على يد جيل كان يعرف  كيف يصنع موسيقى بابداع بشرى خالص دون تدخل  ا ليكترونى يشوه العمل المقدم  .

بالطبع الكل عرف الاغنيه وهى اغنيه ( حلوه الحياه )  التى تحمل فى طياتها الكثير والكثير للتحدث عنه  فهى اتت فى كنهايه موفقه لوجه اول فى واحد من اقوى البومات محى على الاطلاق ( روح قلبى ) وواحد من اقوى البومات التسعينات .

حقيقه دائما مايصدمك عنتر هلال باستخدامه الفاظ قد يطلق البعض عليها انها الفاظ سوقيه ومبتذله لكن عنتر هلال فى تلك الاغنيه اتحفنا بكلمات رقيقه رومانسيه حالمه لو شاهدت عنتر هلال وهو يتحدث لاستغربت ان تلك الشخصيه هى المبدعه لتلك الكلمات وان كنت انا ارى فى عنتر هلال شاعر متفرد وشاعر يعرف كيف يأتى بجديد فى اى ابداع شعرى ينتجه حتى لو كان هذا الجديد غريب على الاذان او الفاظ قد لايفهمها البعض لكن فى تلك الاغنيه التزم شروط  الاغنيه الرومانسيه الحالمه بكل حذافيرها من صور جماليه غايه فى الرقه والعبقريه ولو نظرنا لكلمات الاغنيه لارسلتنا الى سماوات رحبه من الخيال الرومانسى الحالم وتغوص فى اعماق الحاله بكل تفاصيلها الدقيقه

( قد ايه حلوه الحياه – قلبى اهو على هواه – زى طير حر فى سماه – حلمه فى عنيكى التقاه )
(راح يازمان زمن الجراح – شفت قلب الكون براح – والعيون بحرين سماح )
( راح والحنان دفى المكان – والزمان داوى اللى كان –واللى ر اح راح ونسيناه )
( ياهوى  حلو الليالى – كنت فين ياعمر غالى – بحر شوقنا موجه عالى )
( ياه والبعاد فوق احتمالى – وانتى ابعد من خيالى – واما جيتى حزنى تاه )

مختصر مفيد سهل ممتنع شتان الفرق بين ( كاتش كادر فى الالولو ) مع اختلاف طبيعه الموقف ومكان الاغنيه لكن عنتر هلال وقتها كان لازال يواصل جدله العميق بين افكار فى غايه العمق والرقه فى اغانى كثيره وبين اغانى تتصف بالهزليه فى صياغتها ويمكن عنتر هلال يعتبر الركن الاساسى مع توزيعات حسام حسنى فى تجربه محى الفنيه وصانع اروع اغانى محى وكانت تلك الفتره هى اوج تألق محى وعنتر هلال فى ابداعات لازالت باقيه فى ذكرانا ووجدانا ويمكن مواكبه تلك الفتره لفتره مهمه فى حياه اغلبنا مما عكس على اسلوب حياتنا واسلوب تلاقينا للفن فى العموم .

محى فى تلك الاغنيه وضع فكره لحن من جزئين جاء مترابطا مابين لحن المقدمه وبين الكوبليهات وناسب رقه وعذوبه كلمات عنتر هلال الرقيقه واداها محى بصوته الشجى بكل سلاسه ورقه وعذوبه رغم صوت محى الحزين فهو مطرب يعرف كيف يستغل امكانيات صوته فى لحن مناسب تماما لطبقه صوته المميزه جدا ويمكن هذا هو سر تفرد محى عن بقيه اقرانه من انه مطرب له  كيان فنى خاص ولا يشبه احد فى اغانيه وطريقه ادائه لاغانيه .

نأتى الى عنصر اضفى الروعه على تلك الاغنيه وهو التوزيع الموسيقى , فى تلك الفتره كان المقسوم هو نجم الارتام الموسيقيه فى ساحه الغناء والرتم الذى استخدم بشكل خرافى ويمكن كان من الصعب ان تجد اغنيه تخرج عن خارج اطار هذا الرتم ولكن فى تلك الاغنيه غير فهد من اسلوب الارتام واتحفنا برتم غربى صرف  مع البدايه الحالمه جداا من بيانو وخلفه ساكس يسانده منجات ( محمد عرام ) الجميله حتى اتاحه الفرصه للساكس لكى يتحفنا بصولو يرد عليه خط كمنجات متصاعد حتى يعيد محى الكوبليه الاول مع وجود اصوات البراصات فى الخلف تسلم الغناء لو استمعت الى خط الكمنجات العبقريه من ( محمد عرام ) فقط لانتابتك  حاله نشوه غريبه وعشت الحاله بحذافيرها من فرط عبقريتها مع كل هذا الزخم الموسيقى الرائع من الثنائى ( فهد وعرام )

تصاعد الحاله هارمونيا مع اداء محى للكوبليهات اضفى قوه وثقلا لموسيقى الاغنيه مع تصاعد الكمنجات مع الرتم واصوات البراصات حتى تنهى البراصات الكوبليهات موسيقيا لكى يعيد محى المذهب من بدايته  مره اخرى .
اكثر ماعجبنى  فى ختام الاغنيه هو ترك الساكس لكى يتحفنا بأرتجال عبقرى مستنسخ من لزمه موسيقى الاغنيه ويسانده فى الخلفيه براصات وكمنجات ( محمد عرام ) حتى تهدأ الحاله بكوردات اليكتريك مع حرفين او ثلاثه من البيانو لكى ينهى كل هذا الزخم والارتحال الموسيقى الرهيب بهدوء رقيق .


حقيقه تلك الاغنيه من احلى مايمكن ان تسمعه فى حياتك من كل الاوجه ككلمات متفرده ولحن بسيط سلس وتوزيع يذهلك ان يكون موزع تلك الاغنيه هى اول ابداعاته الاحترافيه الخالصه

فريق عمل الاغنيه
كلمات / عنتر هلال
الحان وغناء / محمد محى
توزيع موسيقى / فهد
توزيع وتريات / محمد عرام
البوم ( روح قلبى ) انتاج ( هاى كواليتى ) 1995