Powered By Blogger

الخميس، 20 يناير 2011

ولاكنت يوم بانكسر ( محمد الحلو )

احيانا قد تأثرك كلمات اغنيه معينه او يشدك لحنها او تنجذب الى توزيعها او قد تسمعها مجامله لمطربها اما ان تستمع الى اغنيه لانك وجدت فيها كل هذا من حيث الكلمات القويه المعبره عن الفكره بشكل اكثر من عبقرى بل وتحتوى الاغنيه على اخيله وصور اكثر من رائعه غلفت حاله موضوع الاغنيه توج هذه الكلمات لحن اكثر من عبقرى قوى مؤثر جدا وغلف كل هذا توزيع موسيقى مرعب فى قوته مس الكلمات وعرف كيف يتعامل مع قماشه اللحن القوى واعطاه قوه اكثر واكثر.
كل تلك العناصر الفنيه انا وجدتها فى اغنيه اليوم وهى ( ولا كنت يوم بانكسر ) لمحمد الحلو وهو احد اعظم اصوات مصر فى الخمسون عاما الماضيه .
الحلو انا اعتبره من ضمن الخماسى المرعب ايضا فنيا فى الثمانينات والتسعينات وهم على ترتيب اسبقيه الظهور او الاستمراريه اختاروا انتم ( محمد منير وعلى الحجار ومدحت صالح وايمان البحر درويش )
الحلو صوت عبقرى متمكن جدا فى ادائه لكنه ومع الاسف لم يعرف كيف يصل الى كمال الحاله الفنيه التى يقدمها فاخرج لنا البومات بداخلها اغنيات عبقريه واخرى لا تستسيغها بصوته ولم يصل الى منطقه وسط فى اختياراته فاختياراته اما قويه جدا او ضعيفه جدا وبالمناسبه فالحلو يعتبر اغنيه اليوم من اعظم ما غنى فى حياته
لدرجه انه يحتفظ بها نغمه لتليفونه حتى اليوم .
اغنيه اليوم صاغ كلامتها  ( عماد حسن ) واحد من الجيل الذهبى فى الثمانينات  وواحد ممن شكلوا العمود الفقرى لتجربه الحلو وتجربه ايمان البحر درويش ومدحت صالح ولم يتعامل مع منير قط او الحجار لكنه لم يبتعد كثيرا عما يطرحوا نقس الجيل فتلك الفتره كانت فتره عبقريه شعريا وموسيقيا تنافس فيها شعراء حقيقون فى ابراز مواهبهم الشعريه خصوصا وانهم استلموا الرايه من شعراء هم اهم شعراء العاميه فى مصر فكان لابد ان يكونوا على نفس المنوال الشعرى فى الطرح المتميز الطازج

الاغنيه مليئه بالصور الشعريه الرائعه التى جسدت الحاله واسمحوا لى سوف اكتب الكلمات كامله لانى اعتبرها من اقوى ماكتب فى تلك الفتره ولو صنفنا الاغنيه كأهم اغنيات الفتره كشعر سوف تكون من الاوائل
ولا كنت يوم بانكسر –  ولا يوم غلبنى الريح
ولا حد غيرك قدر – مره يفوتنى جريح
البحر فى عروقى –و البحر دا مقدور
بس الحجر فوقى – لسه الرحاى بتدور
اصرخ بصوت عالى – عينى ياموالى
بتخبى ايه يازمن – خليك معايا صريح
مديت ايديا بأمل – اهرب من امبارح
قدمت ليا العسل – كان العسل مالح
خوانه فى طباعك – شاريه اللى يوم باعك
وفوتى قلبى انا فى سكه المجاريح
دقيت على بابك – يا بكره يا مسافر
راجع لاحبابك – ولا انت مش قادر
ياسكتى الصعبه – ممدوه ف الغربه
الخطوه وخدانى تانى لقلب الريح
الكلمات قويه صعبه جدا ومثلت حاله انكسار بشكل عبقرى من عماد حسن تعامل معه فاروق الشرنوبى بشكل اكثر عبقريه وبرأيى فاروق الشرنوبى حدوته موسيقيه فهو يعطيك الاغنيه بكافه حلياتها ولم يسمعنا يوما لحنا تافها فهو يعرف ما يلحنه تماما فهو تعامل بقوه عادلت بل فى رأيى فاقت قوه كلمات الاغنيه وقدم لنا لحنا مؤثر جدا وجسد الكلمات بشكل عبقرى
الدخول الهادئ جدا لحنيا  والذى فسر حال انكسار ولم يتحفنا بصراخ عويل بل تعامل بهدوء مع البدايه تماما
بدايه شرح الحاله تصاعد الحاله اللحنيه واداها الحلو بتمكن وعبقريه واعتقد ان كل حليات اللحن مأخوذه من فاروق الشرنوبى وهنا لا اغفل دور الحلو فهو فى الاخر الذى سوف يتحمل نتيجه العمل لكنى احس بصوت فاروق الشرنوبى وهو يغنى تلك الاغنيه
فى الكوبليهات تصاعد اللحن وشرح مراره الحاله بشكل كبير الاغنيه درس فى تلحين الاغانى الدراميه خصوصا ان اللحن جسد الكلمات بشكل عبقرى
استمعوا  القفله اللحنيه فى كل شطر
التوزيع كان المتمم العبقرى للعمل ككل فعماد الشارونى الذى خسره الوسط الغنائى بهجرته الى استراليا فى منتصف التسعينات كان هو من حمل فى النهايه عبء هذا اللحن الثقيل جدا بكل نقلاته الموسيقيه وكان درس اكثر من قوى فى كيفيه توزيع تلك الاغانى
الدخول من الوتريات التى تصاعدت حتى دخول الرتم بالدفوف والتى ارى استخدامها كان منطقيا جدا دون الاعتماد على رتم كى بوردى قد يشوه الحاله فالاغنيه كل الالات بداخلها مسجل تسجيل Live   وتلك اهم مايميز توزيعات عماد الشارونى خط الوتريات الذى يزحف خلف صوت الحلو اكثر من رائع خصوصا مع التصاعد الهارمونى فى قفل الشطرات وخط الباص القوى جدا الذى يلعب تيم Slap  كان عامل مساعد ابرز قوه الحاله الموسيقيه خصوصا مع زخم الوتريات فى الخلف
استخدام العود ارى ان خدم الاغنيه فهو اعطى الاغنيه شجنها وحزنها الطبيعى
وعماد الشارونى لم ينسى انه عازف تشيللو ماهر فاتحفنا بجمل وتريات تعبت من عزفوها وادخلتنا جو الشجن الغريب الذى صاحب الكلمات القويه جدا والتى تحمل انكسار غير طبيعى لشخص يشعر بمراره فشله
الاغنيه رغم انها من اكثر الاغانى الكئيبه وتحمل بداخلها شجن كبير جدا الا انى اعتبرها هى دره اغنيات الحلو واستحقت ان تكتب فى تاريخه خصوصا مع الصوت العبقرى جدا الذى يملكه الحلو والذى ادى اللحن بشكل عبقرى
تلك الاغنيه لم ابالغ فى بدايتها عندما قلت انها اغنيه متكامله فأنا اعتبرها حاله دراميه استثنائيه قلما ماتتكرر وارى فى كلماتها الطرح المميز والصور التى عبرت دون اخلال بالموضوع ولحن قوى جدا من احلى مالحن العبقرى المتفرد فاروق الشرنوبى ومن غيره عماد الشارونى يوزع تلك الاغنيه
فريق عمل الاغنيه
كلمات / عماد حسن
الحان / فاروق الشرنوبى
توزيع / عماد الشارونى
البوم ( حنيت ) انتاج عالم الفن 1989